أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان فؤاد السنيورة أن المشروع الإماراتي لإزالة الألغام والقنابل العنقودية في الجنوب «وفر علينا ضحايا وجراحات وإصابات وحوادث كثيرة». كلام السنيورة جاء في ختام الاحتفال الذي أقيم في فندق فينيسيا أمس، في مناسبة اختتام المشروع الإماراتي حيث تم تكريم الجهات المشاركة في المشروع برعاية السنيورة وممثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري النائب عمار حوري، الوزير خالد قباني، السفير الإماراتي رحمة حسين الزعابي، قائد الجيش العماد جان قهوجي، بالإضافة إلى السفراء العرب وأعضاء السلك الديبلوماسي وفاعليات. وأعلن السنيورة ان «لبنان والإمارات بلدان شقيقان لديهما الاهتمامات والانتماءات والمشتركات نفسها»، وقال: «استخدم الإسرائيليون شتى أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة في غزو لبنان، من اجل تهديم عمرانه، وفي إبقائه مجالاً للفزع والتهجير والتدمير، والحد من الحركة والتنقل من خلال ما زرعوه من ألغام في مساحات واسعة في جنوب لبنان وما أمطروه على جنوبه وفي الساعات الأخيرة لعدوانهم»، مشيراً الى أن اسرائيل استغلت الفترة بين صدور القرار 1701 وبدء سريانه «من اجل ان تمطر لبنان بملايين القنابل العنقودية بعمل اجرامي لا يقصد منه الا الموت ودب الرعب والذعر بين اللبنانيين، وتركيع الاقتصاد واللبنانيين». وأشار الى «ان ما قاموا به جريمة بحق الإنسانية بكل معنى الكلمة، لكن هذا العمل وعلى رغم فظاعته ووحشيته وعدوانيته لم يؤد غرضه ولم يركع اللبنانيين، وسيبقى اللبنانيون صامدين في ارضهم يدافعون عنها ضد كل عمل اسرائيلي جبان»، موضحاً أن «الإسرائيليين لا يزالون يمارسون عدوانهم على لبنان وينتهكون بشكل صارخ وسافر القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701 الذي ينتهكونه يومياً بالطلعات الجوية وبالاعتداءات البرية والبحرية، وباحتلالهم لشمال قرية الغجر اللبنانية ولمزارع شبعا وكفرشوبا. وينتهكونه ايضاً بمسلسل خلايا التجسس التي كشفتها القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية. وينتهكونه ايضاً بما رايناه وسمعنا عنه في ما جرى في قرية حولا الجنوبية منذ ايام وقبلها»، ومشدداً على أن «الموقف اللبناني على مختلف المستويات كان ولا يزال رافضاً للعدوان الإسرائيلي وموحداً في مواجهته». وأكد السنيورة أن «التعاون بين الإمارات ولبنان هو نموذج للتعاون والتضامن وشد الأواصر بين دولتين عربيتين شقيقتين، ولقد احتاج لبنان إلى أشقائه في العقود الماضية لمواجهة ما كان يتحمله من آلام ومصاعب ودمار وأكلاف باهظة عن جميع أشقائه العرب، وهم لبوا النداء ولم يتركوه بمفرده»، مشيراً الى أنه «في الإمارات عشرات ألوف العاملين من لبنان، وكذلك أيضاً في سائر دول الخليج العربي حيث يشاركون في نهضة وعمران تلك البلدان الشقيقة». وكان الاحتفال استهل بعرض لفيلم وثائقي عن العدوان الإسرائيلي وآثاره في البشر والحجر، ثم عن عمل الفرق الهندسية في المشروع. واعتبر نائب مدير المشروع عبد الله خليفة الغفلي أن الإمارات «ساهمت بفضل السياسة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتنفيذ عدد من مشاريع المساعدات الإنسانية للبنان». وأعلن عن «الانتهاء من إنجاز مشروع إزالة الألغام والقنابل العنقودية في جنوب لبنان حيث نجحت عناصر هندسة الميدان في القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة والشركات المتعاقدة مع إدارة المشروع الإماراتي في تحقيق نتائج مميزة في أعمال إزالة الألغام والقنابل العنقودية ضمن مناطق مسؤوليتها». ورأى قهوجي أنه «ليس غريباً على الإمارات أن تمد يد العون للبنان، فلطالما كانت السباقة في الوقوف الى جانبه في أوقات الشدائد والمحن، ومساندة قضاياه العادلة في المحافل الإقليمية والدولية، ولطالما كانت في طليعة البلدان التي سارعت إلى دعم الجيش اللبناني ومده بالعتاد والسلاح، قناعة منها بدور هذا الجيش في الدفاع عن الوطن والحفاظ على مسيرة أمنه واستقراره، وإيماناً منها بأن لبنان القوي المعافى هو مصدر قوة للأمة العربية وهو عنوان مشرق لترسيخ مفهوم التضامن العربي في مواجهة المخاطر والتحديات». واعتبر أن «نتائج الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعوب العربية، وبخاصة ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني في العقود الأخيرة، لم تقتصر على ارتكاب المجازر الوحشية بحق المواطنين الأبرياء، وتهديم القرى والأحياء والبنى التحتية والمرافق الحيوية على أنواعها، والتي شهدت عليها أعلى المراجع الدولية والمنظمات الإنسانية وصولاً الى التقرير الأخير للجنة تقصي الحقائق الأممية في الحرب على غزة، المعروفة بلجنة «غولدستون»، فعلى صعيد لبنان، كانت لهذه الاعتداءات تداعيات خطيرة، ناجمة عن إسقاط العدو الإسرائيلي فوق أرض الجنوب، ذخائر محرمة دولياً وملايين الألغام والقنابل العنقودية، الأمر الذي تسبب ولا يزال يتسبب، في وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة لدى المواطنين، ونشر الخوف والذعر في نفوسهم، وما إقدام هذا العدو بالأمس القريب، على تفجير أجهزة تجسس مفخخة بعبوات ناسفة في منطقة حولا اللبنانية، إلا دليل واضح على رفضه الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وإصراره على مواصلة جرائمه بحق لبنان وأبنائه». وسلم قهوجي شعار الجيش التذكاري الى سفير الإمارات والى السفير السابق محمد سلطان السويدي، كما منح وسام التقدير العسكري من الدرجة الفضية لضباط القوات المسلحة الإماراتية المشاركين في مشروع إزالة الألغام والقنابل العنقودية، ووسام التقدير العسكري من الدرجة البرونزية لضباط صف وأفراد القوات المسلحة الإماراتية المشاركين في مشروع إزالة الألغام والقنابل العنقودية. وفي ختام الاحتفال كرمت سفارة الإمارات وإدارة المشروع الإماراتي الشخصيات السياسية والقيادات العسكرية والمؤسسات المساهمة والمشاركة في نجاح المشروع، حيث قدم الزعابي درع الإنجاز إلى السنيورة وقهوجي والمركز اللبناني للأعمال المتعلقة بنزع الألغام، ومركز التنسيق لنزع الألغام في جنوب لبنان التابع لمنظمة الأممالمتحدة.