جددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تأكيد بلادها على أولويات المصالحة الوطنية في العراق وتأسيس بغداد علاقات «جيدة مع دول الجوار» في وقت أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الأمن والازدهار الاقتصادي هما وجهان لعملة واحدة متعهداً العمل نحو وحدة الصف العراقي وطي صفحة الاقتتال المذهبي، فيما دعا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى تنظيم انتخابات شفافة في العراق.واجتمع المالكي أمس مع الرئيس باراك أوباما وبحث معه في التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق. وكان المالكي وصل الى واشنطن الاثنين للمشاركة في افتتاح «مؤتمر الولاياتالمتحدة - العراق حول الاعمال والاستثمار» لتعزيز الاستثمارات الأجنبية في بلاده. وافتتحت وزيرة الخارجية الأميركية هذا المؤتمر أمس بحضور المالكي ووزراء الخارجية والمال والنفط والكهرباء ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار وعدد من النواب والمستشارين العراقيين وأكثر من 800 مستثمر أميركي. ويهدف هذا المؤتمر، وهو الأول من نوعه يعقد في الولاياتالمتحدة، الى تشجيع الشركات الأميركية للاستثمار في العراق. وركزت كلينتون في خطابها على مقومات الاقتصاد العراقي وغنى بغداد الثقافي والحضاري والمؤهلات التي تجعلها من أكثر النقاط جذبًا للاستثمار، كما تطرقت الى الوضع السياسي وأولويات الاستراتيجية الأميركية هناك. وأشارت الوزيرة الى أن «خطط الانسحاب من العراق ما زالت قائمة ويتم العمل عليها». وحددت كلينتون أهداف واشنطن بأنها تتمثل «أولاً، بمساعدة الحكومة العراقية في جهودها لدفع المصالحة الوطنية وحل النزاعات السياسية، مثل الخلافات حول كركوك. وثانياً، بدعم جهود العراق لإقامة علاقات جيدة مع جيرانه في المنطقة. وثالثًا العمل نحو عودة أو اعادة توطين اللاجئين العراقيين كجزء من مصالحة المجتمع» وأخيرا «دعم التنمية الاقتصادية في العراق وايجاد قانون شامل لتوزيع (عائدات) النفط، والاندماج الكامل في الاقتصاد الدولي». ونوّهت كلينتون بقيادة المالكي «حيث اتخذ العراق قرارات مهمة في الاتجاه الصحيح من خلال العمل نحو حكومة وطنية بدلا من المذهبية»، وأضافت «المالكي هو شريكنا. ونحن على ثقة بأن هذه الشراكة ستزدهر وتأتي بنتائج ملموسة للشعب العراقي». بدوره، أكد المالكي أهمية انجازات حكومته خصوصاً لجهة «إنهاء العصر الأسود للاقتتال الطائفي»، معتبراً أن «الأمن والازدهار الاقتصادي هما وجهان لعملة واحدة». وسيستكمل المؤتمر أعماله اليوم، وسيشهد لقاءات أميركية - عراقية لتحفيز الاستثمارات. وأكد السفير العراقي في الولاياتالمتحدة سمير الصميدعي ل «الحياة» أن «المؤتمر يهدف الى تحفيز الاستثمارات في العراق خصوصاً مع الانجازات الأمنية التي حققتها الحكومة العراقية»، وأشار الى الثقة المتزايدة للمجتمع الدولي بالاقتصاد العراقي ونمو سوق الأسهم للشركات العراقية، ونوّه بالاستثمارات المتزايدة من دول أوروبية (ألمانيا وفرنسا) وآسيوية (يابانية وصينية) والفرص التي يتيحها هذا المؤتمر لشركات أميركية. وكان نائب الرئيس الأميركي دعا بعد لقائه المالكي مساء أول من أمس إلى تنظيم انتخابات شفافة في العراق. وحض بايدن، المكلف الإشراف على ملف العراق «البرلمان العراقي على التحرك بسرعة (لوضع) قانون انتخابي يرسم اطار مشاركة سياسية شفافة في الانتخابات الوطنية العراقية» المقررة في بداية العام المقبل. وكان بايدن اكد الشهر الماضي اثناء زيارة للعراق ان الانتخابات التشريعية في هذا البلد تشكل مرحلة «حاسمة لمستقبل العراق». وتطرق المالكي وكلينتون خلال اجتماعهما أمس الى أعمال مؤتمر الاستثمار، كما بحث الجانبان في التطورات الأخيرة على الساحة العراقية وخصوصاً العملية السياسية والوضع الأمني. ويتطلع الجانب الأميركي الى علاقات طبيعية بين البلدين، والى تطبيق الاتفاق الأمني في شكل يسهل الانسحاب طبقا للجداول المحددة فيها الذي يستكمل بنهاية 2011.