في شارع «الأمير محمد بن عبدالعزيز» المشهور ب«التحلية» في مدينة الرياض، سيارة تقف قبل أذان العصر ب20 دقيقة، يحاول قائدها أن يبحث مع أسرته عن مكان للجلوس، وتناول وجبة الغداء، سعياً منه لإدخال السرور على أطفاله الذين انتظروا عودته من العمل. لكنه لا يستطيع أن يدخل المطعم، لأن موعد أذان صلاة العصر بات وشيكاً. في المقابل، وعلى الواجهة البحرية في الخبر، أسرة تدخل إلى المطعم العائلي مع التكبيرات الأولى لأذان العصر، لتجلس وتهنأ بوجبة لا يكدّرها طول وقت الانتظار. بين المشهدين تعيش الرياضو«الشرقية» تناقضاً، يؤكده عاملون في المطاعم. عامل في مطعم وجبات سريعة في الخبر، سبق له العمل في فرع الشركة ذاتها في الرياض، أبان أن «الفرق واضح في إغلاق مطاعم الرياض باكراً، وعدم استقبالها العائلات قبل الصلاة بوقت كاف، فيما تشرع أبواب مطاعم في الشرقية حتى وقت الأذان»، مؤكداً أن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «يستطيع أن يسيطر على مطاعم الرياض، فيما تتوزع مطاعم الخبر في شكل طولي على الكورنيش، ما يقلل من حضور الهيئة، ويصعب عليها متابعتها». وأوضح موظف آخر في أحد مطاعم الخبر، أنهم يعملون في مجمع للمطاعم العائلية، ويستقبلون الزوار وقت الصلاة، ولا تغلق الأبواب. وعزا ذلك إلى أن «المطعم يقدّم خدماته للعائلات، وهو بعيد عن مناطق تجمع المطاعم. كما أنه لا يقدّم خدماته إلا لشريحة معيّنة من المواطنين، نتيجة ارتفاع أسعاره». في المقابل، أوضح عامل في أحد مطاعم الرياض، أن «المواطنين بدأوا في الامتناع عن الحضور إلى المطعم قبل وقت الصلاة، وبخاصة العصر والمغرب، واستبدلوا ذلك بتوصيل الطلبات إلى المنازل». ولم يُخْفِ تذمر مالك المطعم من «إغلاق المحل في أوقات كثيرة»، مستدلاً ب«المدة الزمنية الفاصلة بين صلاتي المغرب والعشاء، إذ لا تتجاوز مدة فتح أبواب المطعم 50 دقيقة، فيما الوقت كاملاً يزيد على 90 دقيقة». وأضاف أن «وقت استقبال الزبائن داخل المحل يحدد في فترة المساء، فيما يقل فترة الظهيرة، لتأخر الموظفين في الخروج من أعمالهم، وإغلاق المحال باكراً». وفي الساحل الشرقي، يرى أحد العاملين أن للمنطقة «خصوصية عن بقية مناطق المملكة، تستمدها من موقعها الجغرافي، من خلال استقبال زوار للمنطقة من دول الخليج، لم يعتادوا على إغلاق المحال أثناء إقامة الصلاة، إضافة إلى ارتفاع نسبة المقيمين في المنطقة من جنسيات متعددة، ما يحتّم على أصحاب المطاعم الجمع بين احترام خصوصية المملكة في تطبيق أنظمتها، وتحقيق الحد الأدنى من رغبة المقيمين، من خلال إغلاق أبواب تقديم الوجبات الخارجية والأفراد، وفتح أبواب العائلات الجانبية، خصوصاً للمطاعم المعروف عنها استقبالها للمقيمين». بيد أنه يستدرك أن «استقبال زوار المطاعم وقت الصلاة يكون للعائلات فقط، وهو ما لا يتحقق للأفراد».