توقع مستثمرون وعاملون في متاجر تجهيز الرحلات البرية الشتوية تحقيق عوائد مرتفعة هذا العام، بدعم من زيادة الطلب على مختلف التجهيزات البرية، خصوصاً أن موسم الشتاء يعتبر موسم النزهات البرية لدى الكثير من فئات المجتمع وخصوصاً الشباب الذين يعشقون البر والتخييم. وأشاروا في حديثهم ل«الحياة» إلى أن حاجات البر تتنوع بين الحطب والفحم وتأجير المولدات الكهربائية والخيام وتأجير المخيمات الجاهزة وغيرها من المتطلبات الأخرى التي تسهم في زيادة المبيعات أو التأجير خلال موسم الشتاء، الذي يعد الموسم الرئيس لتحقيق الأرباح، مرجحين أن ترتفع أسعار تلك التجهيزات أو تأجيرها بما لا يقل عن 50 في المئة. وأكدوا أن مبيعات الحطب في مدينة الرياض ارتفعت بنحو 25 في المئة، والفحم بنحو 5 في المئة، في الوقت الذي تشهد المخيمات البرية إقبالاً كبيراً من عشاق التخييم، ما رفع أسعار تأجيرها بأكثر من 50 في المئة. ويقول صاحب أحد المخيمات البرية المعدة للتأجير خالد القحطاني إن الطلب على المخيمات البرية في فصل الشتاء مرتفع سواء من الأسر أم من الشباب، ما أسهم في ارتفاع أسعار تأجيرها إلى حد مبالغ فيه، على رغم أن بعضها مجرد خيام فقط ودورة مياه جاهزة، لافتاً إلى أن أسعار بعض المخيمات الراقية تصل إلى أكثر من 3 آلاف ريال في اليوم في عطلة نهاية الأسبوع، مقارنة بنحو 1500 ريال في فصل الصيف. وذكر أن هناك طلباً كبيراً من العائلات على المخيمات وخصوصاً عطلة نهاية الأسبوع، ما جعل الأسعار ترتفع بما يراوح بين 500 وألف ريال، مشيراً إلى أن عطلة نصف العام تزيد الأسعار أكثر خصوصاً أن الطلب أكبر من المعروض، إذ تفضل كثير من الأسر الخروج إلى هذه المخيمات والاستمتاع بالرحلات البرية. وأكد القحطاني أن هناك كثيراً من المخيمات تشتمل على قسمين الأول للرجال والثاني للنساء، لافتاً إلى أن هناك مؤسسات وشركات دخلت الاستثمار في هذا المجال من خلال توفير مخيم جاهز وكامل من كهرباء وماء وحطب، وغيرها من المتطلبات الأخرى في المكان الذي يرغب فيه الشخص وبمواصفات وخدمات متكاملة. وأشار إلى أن نسبة إشغال هذه المخيمات في فصل الشتاء تتجاوز 70 في المئة وسط الأسبوع، ونحو 100 في المئة في عطلة نهاية الأسبوع، وفي إجازة منتصف العام الدراسي، ما يجعل تلك المخيمات شبه محجوزة دائماً. يذكر أن هناك تقديرات تشير إلى أن حجم سوق الخيام يزيد على 3 بلايين ريال، جراء دخول بعض المواصفات والمواد المرتفعة التكاليف في صناعتها وتأجيرها. وقال أحد بائعي الحطب عبدالرحمن محمد إن هناك طلباً كبيراً على الحطب في موسم الشتاء الذي نبيع فيه ضعف ما نبيعه في فصل الصيف، لافتاً إلى أن الأسعار تزيد بأكثر من 25 في المئة في أوقات البرد مقارنة بفصل الصيف. وأشار إلى أن هناك أنواعاً من الحطب ولكل منها سعر محدد بحسب الكمية المطلوبة، إذ تراوح الأسعار من 15 ريالاً للحزمة الصغيرة إلى أكثر من 750 ريالاً لحمولة الونيت الصغيرة، في مقابل أسعار في الصيف لا تتجاوز 10 ريالات للحزمة الصغيرة ونحو 550 ريالاً لحمولة السيارة، لافتاً إلى أن هناك حمولات سيارات كبيرة يصل سعرها إلى أكثر من 3 آلاف ريال بحسب نوع السيارة وحمولتها. وأشار إلى أن الطلب على الفحم محدود وأسعاره ارتفعت بنحو 5 في المئة، مؤكداً أن هناك أنواعاً عدة من الفحم، وكذلك أحجام عدة ولكل منها سعر محدد، إلا أن الطلب على الفحم في فصل الصيف أعلى من فصل الشتاء، الذي يتركز الطلب فيه على الحطب. من جهته، قال صاحب محل بيع خيام ومتطلبات البر عبدالله العنزي إن موسم الشتاء دائماً ينعش مبيعات الخيام ويرفع الطلب عليها بنسب تزيد على 200 في المئة مقارنة بالفصول الأخرى، وترتفع الأسعار بأكثر من 50 في المئة. وأشار إلى أن هذه الأيام تشهد إقبالاً كثيفاً من عشاق التخييم من مختلف شرائح المجتمع وخصوصاً الشباب. ولفت إلى أن متطلبات التخييم في البر كثيرة وتكلف صاحبها مبالغ مرتفعة، فمثلاً هناك خيام سعر تأجيرها يصل إلى 3 آلاف ريال بحسب مقاسها وجودتها، في حين أن هناك خيام صغيرة الحجم يصل سعر تأجيرها إلى 500 ريال. ولفت إلى أن الكثير من محال بيع وتأجير الخيام تسعى خلال موسم الشتاء إلى تحقيق أرباح جيدة، من خلال تلبية شروط ومتطلبات الزبائن، خصوصاً أن هناك أنواعاً عدة من الخيام لها مميزات، من أهمها احتفاظها بحرارتها الداخلية وليست مصنعة من القماش القابل للاحتراق، وتقاوم الظروف الجوية.