نقلت مجلة «نوكلييونكس» الاسبوعية، في عددها الصادر في الثامن من الشهر الجاري أن اليورانيوم الايراني القليل التخصيب، وهو حلقة من حلقات تصنيع قنابل نووية، غير نقي، وأن الشوائب فيه قد تُعطل أجهزة الطرد النووية الإيرانية، في حال حاول الايرانيون زيادة تخصيب اليورانيوم القليل التخصيب وإعماله في صناعة القنبلة. وقد تكون هذه المشكلة وراء الانفراج النسبي في المفاوضات بجنيف، مطلع الشهر الجاري، وقبول ايران نقل تخصيب 1500 كلغ من اليورانيوم القليل التخصيب الى الخارج. وجاء في التقرير أن الشوائب في اليورانيوم، وهي نوع من المركبات المعدنية الفلورية metallic fluoride compounds قد تؤثر في عملية تخصيب اليورانيوم في مفاعل نتانز. وفي حال صح ما تنقله المجلة، قد يكون البرنامج النووي الايراني في حال سيئة لم يحتسبها المراقبون. وعليه، ليست ايران النووية مصدر خطر وشيك. فالوقود الملوث الذي أنتجته ايران لا يصلح لتصنيع أسلحة نووية. والمشكلة هذه ترتب على ايران العودة الى الخانة الصفر لتخصب اليورانيوم تخصيباً خالياً من الشوائب. وتخصيب اليورانيوم غير النقي قد يدمر أجهزة الطرد المستخدمة في العملية. وفي جعبة شركة «آريفا» الفرنسية تكنولوجيا ومعدات تنقي اليورانيوم القليل التخصيب من أوساخه. ولجأت ايران الى المجتمع الدولي لتنقية الوقود النووي، وتخصيبه في الخارج تخصيباً لا يتعدى عتبة الاستخدام المدني. وأظهرت الخطوة هذه أنها في مثابة تنازل وقرينة على استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي، في وقت لم تملك هي بديلاً عن مثل هذه الخطوة. ولكن كيف بلغت الشوائب طريقها الى اليورانيوم الايراني؟ وهذا سؤال محير وملغز. ويبدو أن المشكلة برزت في مفاعلات أصفهان حين تحويل اليورانيوم الخام أو الصافي الى حال غازية قبل تخصيبه. ولم تنزع الموليبدينوم وغيره من الطفيليات من اليورانيوم. ولكن من اين أتت ايران بالعتاد «المعطوب» الى مفاعلات اصفهان؟ وأغلب الظن أن المشكلة هذه تؤرق بال الايرانيين، وأن الايرانيين يتساءلون أي أجزاء من مفاعلاتهم لن يطول الامر بها قبل أن تتعطل. وتبعث هذه المشكلة والاسئلة المترتبة عليها مشاعر الارتياب في صفوف الايرانيين، شأن تسرب خبر المنشأة النووية في قاعدة الحرس الجمهوري، على مقربة من قم. وقد تكون أشواط مديدة أمام ايران قبل أن تحوز القنبلة النووية. فاليورانيوم الايراني المخصب قد يلحق الضرر بأجهزة الطرد، في حال حاولوا تخصيبه لتصنيع قنبلة. * صحافي ومعلق، عن «واشنطن بوست» الاميركية، 16/10/2009، إعداد منال نحاس