توقع خبراء في برامج الكومبيوتر عبر شبكة الانترنت أن تزداد هجمات قراصنة الإنترنت «الهاكرز» بهدف سرقة المعلومات ذات الطبيعة الحساسة، مثل المعلومات المصرفية والبطاقات الائتمانية وكلمة السر الخاصة بالمواقع المصرفية وغيرها. كما تشهد البرمجيات «المارقة» ازدهاراً لافتاً بين مجرمي الإنترنت. وفي هذا السياق، صدر تقرير عن شركة «تريند مايكرو» العالمية المتخصصة في برامج حماية المعلومات الرقمية، رصد تكاثراً غير مسبوق للفيروسات الالكترونية الخبيثة التي يمكنها اختراق المواضع غير الحصينة، في الآونة الأخيرة. وأشار التقرير إلى أن الوسائل التقليدية للحماية من البرمجيات الرقمية المُضرّة والهجمات الإلكترونية الخبيثة لم تكن كافيةً إذ دأب مطوِّرو البرمجيات الخبيثة وناشروها على العمل بقوة من أجل استحداث وسائل هجوم أكثر تطوّراً. الولاياتالمتحدة أولاً في عام 2008، زادت شراسة البرمجيات الخبيثة كتلك التي تستهدف التحكّم بأسماء النطاق على الإنترنت «دي إن إس» DNS (إختصاراً ل Domain Name System)، الذي يُنظّم سير عمل الحواسيب والخدمات على الشبكة الالكترونية الدولية. ويعطيها التحكّم القدرة على الوصول إلى ما تريده من الحواسيب والمواقع. وفي السنة عينها، ركّز مجرمو الإنترنت عملهم لاختراق متصفِّحات الإنترنت، مثل «إكسبلورر» الذي تصنعه مايكروسوفت. وكذلك تنامت الهجمات التي تسعى للحصول على معلومات وبيانات ذات طبيعة حسّاسة لاستغلالها في شكل مباشرٍ أو لإعادة بيعها في السوق السوداء. وظلّت الولاياتالمتحدة في المرتبة الأولى من حيث الرسائل الإلكترونية المتطفِّلة «سبام» Spam. واستقبلت ربعها. ولم تزد حصة الصين عن 7.7 في المئة. ووصلت الحصة عينها في روسيا والبرازيل وجمهورية كوريا الجنوبية إلى 5.23 في المئة. وفي السياق عينه، أصيب 34.3 مليون كومبيوتر بفيروسات تُمكّن مُطلقيها من التحكّم بها من بُعد، بفضل برمجيات تحمل اسم «بوتس». في حديثه عن العام الجاري، توقع تقرير «تريند مايكرو» أن يواصل مجرمو الإنترنت الاعتمادَ على منصات متعدِّدة في إطلاق برمجياتهم الخبيثة من أجل تجنُّبِ رصد أعمالهم الإجرامية. كما توقع حصول زيادة في هجمات «الهاكرز» المُصممة ل «خطف» المعلومات والمطالبة بفدية لقاء «تحريرها». ولفت الى احتمال استهداف الشركات الصغيرة والمتوسطة بتلك الهجمات، لأنها تملك أموالاً من جهة، ولأنها لن تحتملَ كارثةً تقنيةً تلحق أضراراً بالغةً ببنيتها التحتية التقنية أو تعطِّل شبكتها لفترات طويلة ومتكررة. ومن المتوقع أن يحاول «الهاكرز» التركيز على حواسيب «ماكونتوش»، بأثر من تزايد مبيعاتها في الأسواق العالمية. ومن المُعتقد به أيضاً ان يستمر استهداف نُظُم التشغيل من نوع «ويندوز»، التي تصنعها شركة مايكروسوفت، كما كانت الحال خلال السنوات الماضية. ومن المتوقع أن تستعر المنافسة بين مجرمي الإنترنت في أوروبا الشرقية والصين، في ظل تنافسهم على شن هجمات استباقية تخترق المواقع غير المنيعة لتحقيق مكاسب مادية كبيرة. ومن المعتقد أيضاً ان يتزايد نشاط «الهاكرز» في عالم الألعاب الالكترونية، حيث يستطيعون العثور على حواسيب غير محمية لإختراقها، خصوصاً في القارة الآسيوية حيث تحظى الألعاب الرقمية بشعبية واسعة. ولفتت الخبراء أخيراً إلى حقيقة أن 95 في المئة من الرسائل الإلكترونية تنتمي الى النوع المتطفل «سبام». ويبلغ عدد الرسائل المتطفلة راهناً نحو 115 بليون رسالة يومياً، في ما كان العدد عينه 75 بليوناً بين عامي 2005 و 2006.