أخذت أم فيصل عهداً على نفسها بتنظيم «حفلة شاي» حال حصولها على ورقة الطلاق، ونذرت أم محمد نذراً بإعداد وليمة عشاء للأهل والأقارب متى ماطلقت من زوجها. وبات الكثير من سيدات المجتمع ينظرن إلى الطلاق وكأنه طوق الحرية الذي يحصلن عليه، مشبهات حالهن بحال السجين عند انتهاء فترة حكمه، خصوصاً وأن غالبيتهن يعتبرن حياتهن مع أزواجهن جحيماً لايطاق، وألماً لاينتهي إلا بتلك الورقة. وأكدت أم فيصل ل «الحياة» أنها لم تحصل على أي حق من حقوقها الزوجية أثناء زواجها وقالت «لم أحس بأنوثتي أو أمومتي و أنا مع زوجي، ولم أحصل على أي حق من حقوقي عبر زواج دام 30 عاماً، وكانت تلك الأعوام مليئةً بخيبات الأمل من هذا الزوج الذي توقعت أنه سيكون عوناً لي وسنداً، إلا أنه كان بمثابة ناقوس من الجحيم».وأضافت «لم أشعر طوال هذه السنين بالأمان أو الاستقرار الذي تحس به جميع النساء مع أزواجهن، حتى أمومتي لم أكن أستطيع النهوض بها بالطريقة الصحيحة، وكان الطلاق يمثل لي الحرية التي سلبت مني حين تزوجت، ولذا نذرت في حال حصلت على حريتي وطلاقي أن أنظم حفلة شاي لجميع أهلي ومن أحبهم». من جانبها، عبرت أم محمد عن فرحتها بحصولها على الطلاق وقالت « فرحتي تنبع من إحساسي أني تخلصت من شخص كان دائماً ما يعتبرني إنسانةً من الدرجة الثانية، شخص لايعرف للصدق ولا للوفاء طريقاً أو معنىً». وأضافت «كل ما كان يفعله زوجي من جميل كان يمحوه بعمل بشع بعده، حتى أحسست أن الطلاق هو السبيل الوحيد لأستطيع أن أحيا حياةً صحيحةً خاليةً من الأكاذيب والخداع، وأن أكون بعيدةً عن الأشخاص الذين يطعنوني دائماً وأنا أثق بهم، ووجدت عمري يضيع أمام عيني، خصوصاً، أنني مع شخص لا يهتم بأي شيء سوى نفسه دون أن يعير لمشاعري كأنثى أي اهتمام». بدوره، أكد الدكتور النفسي جمال الطويرقي ل «الحياة»: «أن مجتمع اليوم تغير كثيراً من ناحية العادات والتقاليد، ففي السابق كان على المرأة تقبل العيش في ظروف قاسية جداً، ووضع ربما يكون مهيناً لها بعض الشيء، ولم يكن هناك ملاذ معين تلجأ إليه، إضافةً إلى أن كثيراً من الأهالي يرفضون فكرة الطلاق سابقاً، فكانت المرأة تضطر مجبرةً لتحمل ما لا يطاق». وأوضح الطويرقي أن الزمن اختلف كثيراً، وأصبح الآن زمن تطور وانفتاح، وبات باستطاعة المرأة أن تعمل وتستقل بذاتها وتعول نفسها دون الحاجة لزوجها، لافتاً إلى أن بعض السيدات اللائي يحتفلن أو يفرحن لطلاقهن غالباً ما كن تعرضن للكثير من الصعاب مع أزواجهن». وألمح إلى أن بعض النساء عشن حياة اضطهاد وإهانة، ولم يكن أمامهن سوى الطلاق وسيلةً للتخلص من هذه الحياة، وقال «هذه الحالات لا يمكن أن نطلق عليها أنها ظاهرة، والفرحة التي تحس بها المرأة عند طلاقها ناتج عن إحساسها بالنصر على ما كان يصيبها من قمع و قهر أو غير ذلك».