رغم اجواء التوتر التي تسود العلاقات الدبلوماسية بين تركيا واسرائيل وتصعيد حملة التحريض على رئيس الحكومة التركية ، رجب طيب اردوغان من قبل مسؤولين سياسيين وعسكريين اسرائيليين، ما زالت العلاقات الاقتصادية بين الطرفين تشهد حالة انعاش وتبذل الجهود لدى الطرفين للحفاظ، ولو على الحد الادنى، من هذه العلاقة على امل ان تساهم في تخفيف حدة التوتر واعادة العلاقة بينهما الى مسارها.في هذه الايام تنفذ صفقتان الاولى وهي الاهم وبموجبها تستورد اسرائيل مياه من تركيا فيما تبذل الجهود لصفقة ثانية تسعى تركيا من خلالها الى مضاعفة السياحة الاسرائيلية على اراضيها . ورغم اعلان لجان عمالية في اسرائيل الغاء رحلات نقاهة لمستخدميها الى تركيا، احتجاجا على الموقف التركي من اسرائيل الذي بدأ بمنع سلاح الجو الاسرائيلي من المشاركة في مناورة عسكرية في الاجواء التركية، تبذل شركات السياحة التركية جهودا لانعاش عملها، وبادر بعضها الى اضافة 25 رحلة اسبوعية على خط تل ابيب- اسطنبول. وفيما يتعلق بصفقة المياه، فبموجب وثيقة كشفت عنها وزارة الخارجية، تدير اسرائيل اتصالات مع الاتراك في محاولة لضمان تزويدها بالمياه، رغم بعض التعقيدات التي تواجه الاسرائيليين، وبحسب رئيس سلطة المياه، اوري شيني، فان الامكانية الفنية والهندسية لنقل المياه قائمة، وبتكلفة مماثلة لثمن المياه المحلاة. والمعروف ان اسرائيل اتفقت قبل خمس سنوات مع تركيا على شراء الماء من شلالات مانوغاط. وقد سعت جهات سياسية اسرائيلية الى عرقلة الاتفاق وحذرت من مشكلة تكمن في خطر عدم توريد المياه من تركيا في حالة نشوب ازمة دبلوماسية بين الدولتين. وفي حين لم ينفذ الاتفاق لسبب تاجيله من طرف اسرائيل وفي وقت متاخر حاولت وزارة الخارجية الاسرائيلية الضغط لتنفيذه لكن الاتراك عادوا وتراجعوا عنه على خلفية الازدياد في استهلاك المياه في تركيا. وعلى الصعيد السياحي فقد شهدت السياحة بين البلدين تراجعا ملحوظا، منذ اعلان تركيا الغاء المشاركة الاسرائيلية في المناورة والترويج للمسلسل التركي الذي ينتاول مأساة الفلسطينيين وقتلهم من قبل الجنود الاسرائيليين. وقد ادعى الاسرائيليون الذين كانوا موجودين في تركيا للاستجمام انهم تعرضوا لمضايقات واعمال استفزازية من جهات متأثرة بحملة التحريض على اسرائيل، على حد تعبيرهم. ومع الحديث عن هذه الاجواء تخوف الاسرائيليون من السفر الى تركيا فيما جاء الغاء الحجوزات لرحلات منظمة خطوة احتجاجية على السياسية التركية تجاه اسرائيل. ويرى الاسرائيليون ان الدعوة للمقاطعة جاءت في نهاية الموسم السياحي، حيث تشهد السياحة تراجعا وتفرغ المنتجعات في تركيا من الاسرائيليين. لكن الجهات الناشطة في هذا المجال في البلدين تأمل ان تعود السياحة وتنتعش في اعقاب الاتفاق على صفقات تعرضها تركيا، وبخاصة "الكل مشمول"، التي لا يوجد لها منافس في دول سياحية اخرى.