تجددت المواجهات العرقية في ولاية غرداية الجزائرية أمس، بين شباب مزابيين (أمازيغ) وآخرين عرب في حي باب الحداد قرب سوق الحطب وسط مدينة غرداية (600 كلم جنوب العاصمة)، ما أدى إلى جرح 10 أشخاص وإصابة 5 من عناصر قوى الأمن التي أوقفت 8 من المتورطين في الأحداث. وفرض الدرك إجراءات مشددة في غرداية أمس، بعد تجدد جولات العنف العرقي التي أرعبت السكان وأجبرت بعضهم على مغادرة البيوت نحو وجهات مجهولة. وعلمت «الحياة» من شهود أن المدينة شهدت اشتباكات واعتقالات بعد صلاة الجمعة أول من أمس، امتدت إلى فجر السبت، كانت اندلعت في حي الحفرة وسط المدينة إثر مناوشات بين مواطنين عقب الصلاة في مسجد خالد بن الوليد. وحاولت قوى الأمن تفريق المتناحرين باستخدام القنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى حالات اختناق بين الناس. وتسببت المواجهات بإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى عدد من الأحياء الشعبية وشلّ حركة النقل على أطراف حي الحفرة بسبب نزول شبان ملثمين على الأرض، ما استدعى تدخل قوات الأمن مع تصاعد الاشتباكات التي تواصلت لأكثر من 3 ساعات. وندد عقلاء غرداية من الطرفين ب «مسلسل الفتنة الذي لا تخمد ناره حتى تظهر في شكل آخر يقوده عدد من المحسوبين على المجتمع الغرداوي المتآخي». وتزامن تجدد المناوشات وعودة أعمال العنف إلى مدينة غرداية مع دعوة تنظيمات شبابية إلى تنظيم وقفات تضامنية مع الاحتجاجات الرافضة مشروع التنقيب عن الغاز الصخري في عين صالح. في سياق متصل، نظّم سكان مدينة أدرار في أقصى جنوب غربي الجزائر أمس، حركة احتجاج تضامناً مع حركة سكان عين صالح ضد استخراج الغاز الصخري من الصحراء. وجاب الأهالي الشوارع الرئيسية في مدينتهم حاملين لافتات كُتب عليها «لا لعودة التجارب النووية الفرنسية إلى المنطقة». وتجمّع المواطنون أمام مقر الدائرة والبلدية وطالبوا السلطات الجزائرية وفي مقدمها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالتدخل لرفض استخراج هذه المادة.