أكّد مدير جامعة الملك سعود عبدالله العثمان، أن الجامعة ستقطع بدل التعليم الجامعي عن أي عضو هيئة تدريس لا يلتحق بالدورات التأهيلية والتدريبية خلال 24 شهراً، مشيراً إلى أن 30 في المئة من موازنة الجامعة خلال العام المقبل ستخصص لهذا الغرض. وقال خلال حفلة تدشين الدورة التأسيسية الثالثة لبرنامج تهيئة وإعداد أعضاء هيئة التدريس الجدد: «الجامعة لم تكن متسلطة خلال السنتين الماضيتين في ما يخص برنامج التأهيل، لكن مع الأسف أن أعضاء هيئة تدريس لا يبدون أي اهتمام بالدورات التدريبية، لذا جعلناها الآن إلزامية، وليست اختيارية كما في السابق»، موضحاً أن بدل التعليم الجامعي ليس بدل رفاهية، وإنما تشجيع وتحفيز للعضو، حتى يصبح مميّزاً. وأضاف: «إذا كان عضو هيئة التدريس غير مستعد للحصول على الدورات التدريبية والتأهيلية، فمعنى ذلك أن كل ما استثمرته الجامعة في تطوير البيئة التعليمية خسارة، ونحن لا نرضى بالخسارة على الإطلاق»، لافتاً إلى أن الأستاذ هو الذي تعوّل عليه الجامعة في مسألة النهوض بها، وتحقيق رؤيتها المستقبلية، مشيراً الى أن برنامج التدريب يعتبر برنامجاً استراتيجياً، وستظل الجامعة تدعمه. وذكر أن الجامعة تهدف إلى استقطاب الطلاب المميزين من خريجي المرحلة الثانوية «والأستاذ المميّز هو العنصر الرئيسي في هذا الاستقطاب، وهو القادر على نقل العملية التعليمية من التلقين إلى التعلّم، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الدورات». وأكد العثمان أن الجامعة ستواصل استقطاب المبدعين والمبتكرين من الجنسيات كافة، أسوة بالجامعات المرموقة على مستوى العالم، وقال: «الجامعة ليست محلّية»، مؤكداً أنها الآن في الخطوة الأولى من الألف ميل، والإمكانات المتوافرة لديها تمكّنها من تحقيق أحلامها وطموحاتها. وأعرب عن فخره لأن الجامعة موجودة في أكثر من تصنيف بين أفضل الجامعات على مستوى العالم، مشدداً على أن ذلك ليس منتهى طموحها، فلا بد لها أن تكون ضمن أولى الجامعات خلال الأعوام العشرة المقبلة، ولا يليق بها إلا ان تكون في مصاف الكبار عالمياً، لأنها تتمتع بمثل ما تتمتع به الجامعات المرموقة. وتطرق إلى أن نحو 30 في المئة من موازنة الجامعة العام المقبل ستخصص لتأهيل وتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى إطلاق مجموعة من الحوافز، ومن ضمنها الحصول على برامج تدريبية في جامعات عالمية راقية، وإطلاق الرخصة المهنية لمزاولة التدريس في الجامعة، مشيداً بعمل عمادة تطوير المهارات، ومرحباً بالأساتذة الجدد، مطالباً إياهم ببذل الجهد، لتكون مخرجات الجامعة بالشكل المأمول. من جهته، أوضح عميد عمادة تطوير المهارات محمد السديري، أن العمادة تهدف من خلال تقديمها للبرامج التدريبية والتأهيلية إلى إنتاج عضو هيئة تدريس فعّال، ولديه إلمام كامل بجوانب التطوير والتدريس كافة، مؤكداً أن التنمية المهنية تعد الهدف الأساسي من قيام عمادة تطوير المهارات. وقال خلال الحفلة: «الدراسات أوضحت بما لا يعطي مجالاً للشك، أن تهيئة أعضاء هيئة التدريس الجدد هي السبيل لجعلهم يتمكنون من الاستزادة العلمية في تطوير مهاراتهم، وهذا ينعكس إيجاباً على المهنية لديهم وعلى مخرجات الجامعة»، مشيراً إلى أن العمادة تمكّنت العام الماضي من إقامة 139 دورة تدريبية، قدّمها نخبة من المدربين العالميين. ولفت إلى أن الجامعة تسعى هذا العام إلى تقديم برامج عدة تضاهي في جودتها ما قدم خلال العامين السابقين، ومن بينها إقامة 50 دورة تدريبية وورشة عمل في جميع كليات الجامعة، ما سيؤدي إلى النهوض بها عالمياً.