شنت القاهرة هجوماً شديداً غير مسبوق في حدته على حركة «حماس» واتهمتها بالتهرب من المصالحة، فيما أُعلن أمس أن الرئيس المصري حسني مبارك سيستقبل غداً الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يصل القاهرة اليوم. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» إن المحادثات بين مبارك وعباس «ستتناول مدى إمكان إبرام المصالحة الوطنية الفلسطينية التي ترعاها مصر، في ظل تحفظ حماس وتلكؤها في التوقيع». وأضافت أن «المحادثات ستتناول التطورات في جهود دفع العملية السلمية في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى»، إضافة إلى «تقرير غولدستون وتفعيله وطرحه في مجلس الأمن». وكان لافتاً أمس توجيه القاهرة انتقادات شديدة إلى «حماس»، إذ نقلت جريدة «الأهرام» شبه الرسمية عن مسؤول مصري قوله ان بلاده «فوجئت بحماس تسوق الذرائع بهدف التسويف»، بعدما «بذلت مصر جهوداً مضنية تفوق الخيال على مدى أكثر من عام شهد اجتماعات وحوارات ومناقشات مكثفة من أجل الوصول إلى اتفاق مصالحة يقبله الجميع». وأشار المصدر إلى أن القاهرة «قادت جولات الحوار الفلسطيني بكل فاعلية، وتدخلت كثيراً للتوفيق بين مواقف الأطراف، وعندما وصلت الأمور إلى طريق مسدود، اقترحت رؤية لحل الخلافات تجاوبت معها الفصائل والقوى المختلفة... إلا أن مصر فوجئت بأن حماس بدأت تسوق الذرائع، وكلها تصب في اتجاه واحد وهو التسويف والمماطلة، وعدم قدرة الحركة على الحضور إلى القاهرة في الموعد المحدد، بدعوى موقف السلطة الفلسطينية من تأجيل تقرير غولدستون الذي دانته حماس نفسها عقب صدوره». وتساءل: «هل من العدل أن تضحي حماس بمصالحة تاريخية من أجل تقرير تعلم نتائجه؟... صحيح أنه تقرير على درجة من الأهمية، إلا أن تأجيل المصالحة وتأجيج الساحة الفلسطينية بمناخ مفزع استناداً إلى هذا التقرير يعني أن هناك نيات غير سليمة وتوجهات أخرى وأجندات خاصة». ولفت إلى أن «مصر طالبت فتح وحماس بتوقيع وثيقة المصالحة، وإعادتها موقعة في الخامس عشر من الشهر الجاري، وطلبت منهما عدم إدخال أي تعديلات عليها، أخذاً في الاعتبار أن كل ما جاء في الوثيقة سبق الاتفاق عليه». وأضاف أن «فتح التزمت بالموعد على رغم أن لديها بعض التحفظات، أما حماس فطلبت مهلة للدراسة والتشاور، ما أدى إلى مزيد من تعقيد الأوضاع، ولذلك لم تجد مصر بداً من تأجيل التوقيع». ورأى أنه «يجب على الاخوة في حماس أن يعلموا أن مصر دولة حجمها وثقلها كبير ويتعين عليهم أن يتعاملوا معها على هذا الأساس، فنحن لسنا منظمة أو حركة أو فصيلاً أو تنظيماً».