بسبب مشاريع الكباري والأنفاق والبنية التحتية التي بدأت منذ ما يقارب الأربع سنوات ولم ينتهِ منها حتى الآن إلا واحد أو اثنان من أصل حوالي 10 مشاريع، أصبح أهالي الدمام وزوارهم يعيشون أصعب حقبهم على الإطلاق بسبب توهانهم وضياعهم القسري يومياً في شوارعها التي أشبه ما تكون بالطرق الالتفافية. الواحد من هؤلاء، أصبح يكره حتى التفكير بالخروج من البيت لأي سبب كان! لكي يتفادى الضغط النفسي الكبير الذي سيقع عليه بسبب الازدحام الشديد لشوارع المدينة، نتيجة لهذه الفوضى التي لا أحد يعرف من المتسبب فيها! الدمام أصبح قسمين!.. دمام شرقي ودمام غربي!.. ومن ينوي الترحال للجهة الأخرى، عليه أن يتهيأ لرحلة سفر طويلة، قد يظن أحدهم أنه سيحتاج جواز سفره للعبور، هذا طبعاً إذا استطاع أن «يحزّر ويفزّر» ليجد الطريق الذي تؤدّي به إلى الجهة الأخرى! وأحياناً أنت لا تنوي أبداً السفر للجهة الأخرى! وكل ما تنويه هو الذهاب لمكان ما قريب من بيتك! ولكن فجأة، وبقدرة قادر، تجد أنك تسير في طريق يرغمك على الانتقال للجهة الأخرى بلا مفر، وأحياناً طريق يخرجك من الدمام «رغم أنفك»! ومهما حاولت الرجوع من هنا... ومن هناك! تتفاجأ بأن كل الطرق الصغيرة، ترمي بك بالتيار نفسه الذي تريد الهروب منه! (كابوس بكل معنى الكلمة...!). المنطقة الشرقية موصومة دائماً بأنها منطقة صغيرة، خصوصاً إذا ما تم مقارنتها بمنطقة الرياض ومنطقة مكة المكرمة! ولكن الواقع يقول، إن الدمام التصقت فجأة بالخبر والظهران وسيهات والقطيف، وأصبحت جميع الأراضي التي كانت أراضي خلاء بين هذه المدن، والتي تتعدّى مساحتها الألف كيلو متر مربع! هي مخططات سكنية مأهولة! ولا تتناسب ميزانيتها مع حجمها وتعداد سكانها الكبير جداً! فميزانية «منطقة الخبر» لا تكفي لنزع ملكيات بعض العقارات، للقيام بتوسعة استراتيجية تدوم فائدتها لخمس أو سبع سنوات على الأقل، وليس توسعة انتهت صلاحيتها قبل انتهائها! فالتوسعة التي تم عملها في طريق الملك فهد «ابن خلدون سابقاً» هي توسعة لا تسمن ولا تغني من جوع... توسعة تتجاهل أبسط مواصفات السلامة، والحوادث الكارثية تحدث كل يوم، بل وفيها وفيات وإصابات بالغة! توسعة تتغاضى عن حقوق المشاة، وحقوق أصحاب المحال التجارية، لدرجة أن الخارج من بعض هذه المحال، يجد أنه بمجرد خروجه من باب المحل، أصبحت قدمه على الخط الأصفر لطريق سريع! هناك من يظن أن المتسبب في هذا كله هي وزارة المواصلات، وآخرون يظنون أنها إدارة المرور، والغالبية تجزم بأنها أمانة المنطقة الشرقية... وأمانة الشرقية تلقي باللائمة على المقاولين... والمقاولون يحملون كل هؤلاء وزر التقصير... بما فيها وزارة المالية، وذلك لإصرار الأمانة ووزارة المالية على تنفيذ المشاريع بميزانيات قليلة لا تتناسب مع التطوير المنشود، بل ولا يمكنها تغطية قيمة مشاريع صالحة لفترة طويلة. ويظل المواطن المغلوب على أمره هو الحلقة الأضعف.