وصف رئيس نادي حائل الأدبي محمد الحمد تعريف الكاتب تركي الحمد للثقافة والمثقف في كتابه «من هنا يبدأ التغيير» من أن المثقف هو من يعتقد نفسه مثقفاً أو يراه الآخرون كذلك ب«التعريف السلبي». وقال إن هذا يدل على أن لدينا مشكلة مع المفهوم، ما جعل الحمد يلجأ لهذا «التعريف التصالحي في الوقت الذي يتجلى مفهوم الثقافة بعيداً عن ذلك». وأكد الحمد، في محاضرة قدمها في «خميسية حمد الجاسر» الخميس الماضي، بعنوان «الخط الموازي بين المفهوم الثقافي والمشهد الثقافي» أن عدم إدراك المثقفين لمفهوم الثقافة، سواء على مستوى الثقافة كفعل أو مستوى إدارتها هو سبب الأزمة الثقافية، مشيراً إلى أن المشهد العربي والمحلي، «يعاني من أزمة مضاعفة وذلك لعدم معرفة الدور الحقيقي». وأضاف أنه على رغم وجود أسباب أخرى، لكن تخاذل المثقفين واستجابتهم للصراعات كان السبب الأبرز في عدم معرفتهم دورهم الحقيقي، مضيفاً أن الإدارة الثقافية، كما المثقفين متأثرة بهذه الأزمة. وتوصل الحمد في محاضرته، إلى الربط بين عدم وجود مفهوم للثقافة ووجود أزمة ثقافية وأزمة للمثقف، وذلك بعد أن عدد بعضاً من تعريفات مفهوم الثقافة، مشيراً في السياق نفسه إلى تناول مفكرين عرب لها في كتاباتهم مثل تركي الحمد وعبدالرحمن منيف ومحمد عابد الجابري، وقبل أن يختم بتعريف وصفه بالخط الموازي لثلاثة أركان عن علاقة التلازم بين الثقافة والمجتمع وعلاقة الثقافة بالتغيير، وعلاقة الثقافة بالمثقفين، وأشار إلى أن هذه الأركان تظهر بوضوح في كل تعاريف الثقافة لكنها لا تجتمع. ولفت إلى أن تعريف الثقافة لا يتجاوز معنيين أثنين، هما المعنى الكلاسيكي والمعنى الأنثروبولوجي، مؤكداً رواج المعنى الثاني بسبب طبيعة الثقافة وتداخلها مع الواقع الاجتماعي، ما سبب تحولاً في مفهومها. وفي المداخلات أكد الدكتور عائض الردادي، بأن رؤية وزارة الثقافة والإعلام نحو الثقافة «غير محددة وغير واضحة»، مشيراً إلى أن الكثير من الأيام الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة، إنما تقدمها بهدف تغيير الصورة النمطية عن المملكة كما تدعي، ولا ندري ما هي الصورة النمطية وما الصورة المأمولة. فيما لفتت بعض المداخلات إلى أن المعنى الكلاسيكي للثقافة، هو الأدق. وقال بعضهم حول المحاضرة أنها استغرقت كثيراً في التعريفات، من دون أن تتطرق للمشهد المحلي وإن وصفوها بالمنهجية العلمية.