أعلن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش) تبنيه الهجوم الغادر فجر الإثنين على مركز سويف الحدودي السعودي الذي أسفر عن استشهاد ثلاثة رجال أمن سعوديين وإصابة اثنين. وفيما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ل«الحياة» أمس (الثلثاء) إن تحديد هوية الإرهابيين الأربعة الذين قضوا في الهجوم بحاجة إلى مزيد من التحقيقات، علمت «الحياة» أن المهاجمين الأربعة سعوديون مصنفون من «داعش» باعتبارهم «انغماسيين»، أي منفذي عمليات انتحارية. (للمزيد) وفيما شهد جمع غفير بعيون دامعة أمس تشييع قائد حرس الحدود في منطقة الحدود الشمالية العميد عودة البلوي إلى مثواه الأخير في مكةالمكرمة، أكد خلفه العقيد علي عسيري أن الحدود السعودية مؤمَّنة بالكامل وعلى مدار ساعات اليوم، ما يمنع أية محاولة تسلل. وقال عسيري ل«الحياة» أمس: «إن من تسوّل له نفسه المساس بالحدود السعودية ستقطع يده». وعلمت «الحياة» أن شركات نقل في المنطقة الشرقية أوقفت موقتاً الرحلات البرية للحافلات التي تمر بمنطقة الحدود الشمالية، وصولاً إلى الأردن وسورية ولبنان، بسبب الأحداث التي شهدتها المنطقة بالقرب من عرعر. وأوضح عاملون في شركات نقل ل«الحياة» أن «الإجراءات الأمنية الاحترازية التي تتخذ في حال حدوث أعمال إرهابية تؤدي إلى تأخير الحافلات لفترات طويلة، بسبب التفتيش الدقيق والإجراءات الأمنية الروتينية، خصوصاً أننا مقبلون على موسم سفر، وتزايد الرحلات بسبب إجازة منتصف العام». وفيما أكدت وزارة الداخلية السعودية أن تحديد هوية المتسللين بحاجة إلى مزيد من التحقيقات، أعلن تنظيم «داعش» أول من أمس تبنيه العملية الإرهابية التي استهدفت حرس الحدود السعودي في مركز سويف التابع لجديدة عرعر المحاذي للحدود العراقية. وذكرت «إذاعة البيان» التابعة للتنظيم الإرهابي أمس عبر موجز أخبار مُسجل بثته الساعة العاشرة ليل أول من أمس أن مجموعة من عناصره هاجموا الثكنات الحدودية للجيش السعودي، ما أسفر عن مقتل قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية العميد البلوي، وقائد العمليات سالم العنزي، وعدد من الجنود. وعلمت «الحياة» أن منفذي الهجوم الإرهابي على مركز سويف جميعهم سعوديو الجنسية، ويحملون صفة «الانغماسية» التي يطلقها التنظيم على منفذي العمليات الانتحارية، وذكرت المصادر أنه تم التخطيط للعملية من نقطة انطلاقهم بالقرب من محافظة الأنبار العراقية، وتجاوزهم مراكز حدودية عراقية حتى مكان تنفيذ الجريمة الإرهابية فجر الإثنين. وأكد القائد الجديد لحرس الحدود في منطقة الحدود الشمالية العقيد عسيري ل«الحياة» أمس أن الفرق الميدانية المنتشرة على الشريط الحدودي تقوم بعملها على أكمل وجه وعلى مدار الساعة، مشيراً إلى تزويدها بكل التجهيزات اللازمة، مؤكداً أن الحدود مؤّمنة بشكل كامل، بما يمنع أي تسلل. وقال عسيري إن رجال حرس الحدود يباشرون عملهم بكل جد واجتهاد لحماية حدود الوطن. وأشار إلى أن كل فرد وضابط من منسوبي حرس الحدود على استعداد تام لبذل كل ما يملك في سبيل وطنه، مشدداً على أن الحرم الحدودي السعودي مزوّد بأحدث الأجهزة المتطورة لحفظ أمن الحدود. وكان جثمان العميد البلوي نقل أمس جواً إلى جدة، برفقة أكثر من 300 من أقاربه، ومن هناك نقلت سيارة إسعاف الجثمان، فيما استقل مرافقوه ثلاث حافلات وفّرتها وزارة الداخلية. وأقيمت صلاة الجنازة عليه بعد فجر أمس في المسجد الحرام. وكان وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وجّه بتحقيق وصية البلوي بالصلاة عليه في المسجد الحرام، وتوفير متطلبات ذلك كافة.