في تموز (يوليو) 2008 لم يستوعب الأوزبك المغامرة التي أقدم عليها رجال أعمال في عروق نادٍ مغمورٍ كان يُطلق عليه كوروفيتشي. كانوا يطلقون الاستفسارات حول الاهتمام بهذا النادي حديث التأسيس (يوليو 2005)، فمن الأفضل أن يهتم رجال المال والأعمال بنادٍ يعيد لهم ما صرفوه من تكاليف ومصاريف...كانوا يقصدون النادي العريق بختاكور، الذي لم يتوقع أحد في الشارع الكروي في أوزباكستان أن يظهر له منافس يهدد عرشه في البطولات المحلية. لكن بعد عام من ذلك التاريخ، بدأ الأوزبك أكثر مرونة مع التغيرات الذي تحدث لهذا النادي. لقد أدركوا أن عام 2008 هي نقطة التحول في الحكاية. لقد بدأوا من التفاصيل الصغيرة إلى الكبيرة. كان اسمه كوروفيتشي (المعنى بالأوزبكية البناؤون) فتحول إلى بونيودكور (المعنى الصانعون). كان نجومه محليين صغار، فأصبح ينافس الجميع في الانتدابات المحلية والأجنبية. بدأت الخطوات الاستثمارية محلياً وخارجياً، فامتلكوا ملعباً (استاد JAR)، و بدأت تتوافد الجماهير بافتخار لمدرجات هذا النادي، بدأت الشركات تتسابق لرعاية هذا النادي، بدأت عمليات التوأمة والشراكة مع أندية عالمية...بدأت حكاية بونيودكور أكثر واقعية مما سبق، هذا ما جعل تافاكال اسماعيلوف المدير التنفيذي للنادي يختم حديثه في مؤتمر صحفي في يوليو 2008 كان من المقرر أن يعلن فيه انضمام النجم الكاميروني صامويل ايتو ل«الصانعون» (لو كنا تحدثنا من قبل لما استمع لنا أحد..أننا لا نجيد الحديث قبل العمل). المتابع لحكاية بونيودكور ابتداءً من مفاوضة الكاميروني ايتو وثم استضافة نجوم منتخب أسبانيا (بويول وفبريجاس، وانييستا) ومن ثم افتتاح الملعب الجديد بحضور بحضور خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني، والتعاقد مع النجم البرازيلي ريفالدو من ثم مع المدربين البرازيليين زيكو وسكولاري على التوالي، يعلم بأن رجال الأعمال الذي يقفون وراء النادي يسعون إلى الانضمام لقائمة النخبة في آسيا، وبالفعل هذا ما تحقق فلقد أصبح بونيودكور من النخبة الآسيوية وأصبح يأخذ وضعه مع أندية المقدمة في آسيا..أصبح اسمه مسوق ودعائي في القارة الآسيوية والأوروبية، عدد الرعاة يصل إلى 22 شركة، تذاكره تنفذ قبل المباراة، قمصان نجومه تباع في السوق بكثرة، أصبح بونيودكور بطل الدوري والكأس في العام الماضي، وحالياً هو في طريقه للحفاظ على لقب الدوري. كانت مغامرة خطرة من المجلس الجديد لإدارة النادي (المنتخب في 2008) في الموافقة على ضخ النادي بمبالغ طائلة، لكنهم كانوا يؤمنون بقدرات الثنائي، الرئيس اكبروف شاريبوفيتش، ونائبه تافاكال اسماعيلوف. بالتأكيد لحكاية «الصانعون» فصول أخرى، لكنها قصة معبرة لكل أنديتنا في غرب آسيا، فهذا النادي الذي بدأ برأس مال لا يتجاوز 300 الف دولار عام 2005، أصبح الآن يمتلك أكثر من 150 مليون دولار هذا العام! [email protected]