اعتدت معلمة في مدرسة للمرحلة المتوسطة غرب العاصمة الرياض على طفل عمره لا يتجاوز خمسة أعوام بالضرب، بصفعه على خديه بقوة، وشدِّه من قميصه والصراخ في وجهه بصوت عالٍ، لأنه ضرب ابنتها، التي تزامله في الروضة المجاورة للمدرسة التي تعمل فيها المعلمة. وجاء اعتداء المعلمة على الطفل أمام أنظار المناوبات والأطفال الذين أصابهم الرعب من المشهد العنيف، قبل أن تحصل مشادة كلامية بين المعلمة المعتدية وبين المعلمات المناوبات ومديرة المدارس حول ذلك التصرف الذي اعتبرته إدارة المدرسة «أسلوباً غير تربوي». وبحسب محضر إدارة المدرسة الذي رفع إلى مركز الإشراف التربوي في غرب الرياض في شأن الحادثة (حصلت «الحياة» على نسخه منه) بتوقيع كل الشهود من معلمات ومساعدات، فإن المعلمة (أم الطفلة) جاءت للروضة ومعها طفلتها، واتجهت إلى الفصل الذي يتواجد فيه الطفل، قبل أن تتوجه إليه وهو يلعب في إحدى الأرجوحات وتصفعه على وجهه مرتين، ما أدى إلى خروج المساعدة ومعلمات الروضة، ومنهن ولية أمر الطفل المضروب، على صوت صراخ المعتدية. وذكر في المحضر أن المعلمة بررت تصرفها بأن الطفل يزيد أحدث خدشاًَ لابنتها، وأنهن (المعلمات) لم يفعلن شيئاً حيال ذلك. وعند سؤال معلمة الصف لابنة المعلمة أكدت أن أخاها هو من خدشها وضربها، نافية أن يكون ذلك قد حدث في الصف. وأشار المحضر إلى أن المعلمة خرجت من المدرسة وهي غاضبة مهددة بسحب ابنتها، وهي تردد أنها معتادة على الضرب. في حين أكدت مديرة المدارس (تحتفظ «الحياة» باسمها) في خطاب رفعته إلى المشرفة الإدارية التربوية بشأن حادثة الطفل أن مثل هذه التجاوزات السلوكية لا بد من أن يكون لها رادع، وأن يتخذ الإجراء بحسب لوائح وتعاميم الوزارة التي تنص على منع الضرب والاعتداء. وقالت المديرة في خطابها: «إننا نعيش في بيئة دينية وتربوية يفرّط بعضنا في قاعدة أساسية هي أن «الدين معاملة»، متسائلة: «أين نحن من القدوة للطالب والطالبة التي نضع لهن القوانين والنظام التي تخرق أحياناً ونجعلها تراكمات تؤثر في نفسية أطفالنا في المدارس؟».