دخلت العملية الانتقالية في اليمن منعطفاً جديداً يُهدد بنسفها مع إصرار الحوثيين على رفض صيغة الأقاليم الفيديرالية الستة وامتناع ممثلها في لجنة صوغ الدستور عن التوقيع على مسودته النهائية، في وقت أوفد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس وفداً رئاسياً يضم كبار مستشاريه إلى صعدة للقاء زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في محاولة للتوصل إلى صيغة تنهي الأزمة المتصاعدة. وفيما تجددت هجمات تنظيم «القاعدة» ضد الحوثيين في صنعاء بتفجير منزل قيادي في الجماعة أمس بواسطة عبوة ناسفة، ما أدى إلى سقوط جرحى، شهدت مدن الجنوب عصياناً محدوداً دعت إليه فصائل «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الشمال. وقال شهود عيان ل «الحياة» أن المحال التجارية وبعض الدوائر الحكومية أغلقت أبوابها في عدن وحضرموت وعتق ولحج والضالع، وأن ناشطين أشعلوا الإطارات على الطرقات الرئيسية قبل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في النصف الثاني من النهار. وعلمت «الحياة» أن الرئيس هادي أوفد صباح أمس كبار مستشاريه الممثلين للقوى السياسية إلى محافظة صعدة معقل الحوثيين، للقاء الحوثي وللتفاوض معه بعدما أعلن الأخير رفضه القاطع تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيديرالية طبقاً لما كان أقره الرئيس هادي قبل أشهر. وضم الوفد الرئاسي الذي أقلته طائرة خاصة إلى صعدة كلاً من عبدالكريم الإرياني وسلطان العتواني وعبدالوهاب الآنسي ورشاد العليمي ويحيى منصور أبو أصبع، في محاولة للتوصل إلى صيغة جديدة يوافق عليها الحوثي في شأن عدد الأقاليم ومواد الدستور الجديد. وكشفت مصادر مطلعة في الوفد أنه سيبحث مع الحوثي في كيفية تنفيذ بقية خطوات اتفاق «السلم والشراكة» وملحقه الأمني الذي كانت الأطراف السياسية وقعت عليه في أيلول (سبتمبر) الماضي بالتزامن مع سقوط صنعاء في قبضة الجماعة. وجاءت زيارة الوفد الرئاسي إلى زعيم الحوثيين بعد يوم من إعلان لجنة كتابة الدستور الجديد الانتهاء رسمياً من صوغ مسودته النهائية التي رفض ممثل الجماعة التوقيع عليها منفرداً من بين 17 عضواً هم قوام اللجنة التي كانت عكفت لأسابيع على إنجاز المسودة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وكشفت اللجنة أن مسودة الدستور جاءت في 446 مادة موزعة على 10 أبواب و13 فصلاً، فيما أكدت مصادر في اللجنة أن الدستور المقترح نص على تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيديرالية لكل منها حكومة محلية وبرلمان محلي. ويُنتظر أن تقدم مسودة الدستور الجديد إلى «الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات مؤتمر الحوار وكتابة الدستور» لإقرارها قبل طرحها للاستفتاء الشعبي. أمنياً، أكدت مصادر ل «الحياة» سقوط ستة جرحى أمس إثر انفجار هز العاصمة في الصباح الباكر مستهدفاً منزل قيادي في جماعة الحوثيين يدعى ناجي محيي الدين الواقع في شارع 16 القريب من منزل الرئيس هادي. وأضافت المصادر أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة» وتسببت في تدمير أجزاء واسعة من المنزل، إضافة إلى إلحاق أضرار متفاوتة في المنازل المجاورة.