أعلن خفر السواحل اليوناني أمس، أن ناقلة وقود تشغلها شركة يونانية، تعرضت لقصف جوي قبالة مرفأ درنة (شرق ليبيا) الأحد، ما أسفر عن مقتل يونانيَين من أفراد الطاقم وجرح اثنين آخرين فيليبنيَين (المزيد). ونددت الحكومة اليونانية ب «الهجوم الجبان وغير المبرر»، وطالبت بفتح تحقيق ومعاقبة المسؤولين عن ضرب السفينة التي كانت تنقل كمية من المازوت إلى محطة لتوليد الكهرباء في درنة. وأكدت رئاسة الأركان الليبية أن طائرة تابعة لها أغارت على السفينة التي لم «تطلب إذناً للرسو ولم تطلع القوات الحكومية على وجهتها». وأشار الناطق باسم الأركان أحمد المسماري إلى أن ميناءي درنة وبنغازي مغلقين بقرار حكومي ويمنع الاقتراب منهما. لكن مصدراً في قطاع النفط المحلي، قال إن السفينة كانت تحمل نحو 12 ألف طن من المازوت إلى مولدات للطاقة تغذي بالكهرباء مدن درنة والخمس وبنغازي ومصراتة. ولم تتضح ملابسات الحادث خصوصاً أن معلومات أفادت بأن ناقلة الوقود أبحرت من ميناء البريقة الواقع أيضاً تحت سيطرة القوات التي يقودها اللواء خليفة حفتر، في حين أن الطائرة المغيرة تابعة لهذه القوات، ما يوحي بخطأ ناتج من سوء تنسيق. وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية أنها اتصلت بمبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون ومسؤولي الاتحاد الأوروبي للاحتجاج. وأكدت الوزارة أن الحكومة اليونانية «تعتزم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية ضد السلطات الليبية، بغض النظر عن الاضطرابات، لتسليط الضوء على هذا الحادث المأسوي ويُعرف المهاجمون ويعاقبوا وتعوّض أسر الضحايا». كما لا يُستبعد أن تطلب شركة «إيجان شيبينغ إنتربرايز» المشغلة للناقلة تعويضات عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بها. وقالت مصادر في حكومة عبد الله الثني المعترف بها دولياً، إن القوات التابعة لها تخوفت من أن تكون السفينة تقل متشددين إسلاميين. ويأتي ذلك بعد قرار الحكومة حظر دخول السودانيين والسوريين والفلسطينيين إلى الأراضي الليبية، بحجة وجود معلومات عن أن متطوعين من الجنسيات الثلاث يقاتلون في صفوف قوات «فجر ليبيا» التي تسيطر على غرب ليبيا. ويشن سلاح الجو التابع لقوات حفتر غارات على ميناء مصراتة (وسط) ومطارها في محاولة لإغلاقهما، ومنع وصول إمدادات عبرهما الى تحالف «فجر ليبيا» الذي يضم إسلاميين متشددين. ويمنع سلاح الجو الليبي تحليق أي طائرة أقلعت من ليبيا، ما لم تهبط في مطار الأبرق الواقع تحت سيطرته، لتفتيشها والتأكد من هويات ركابها. وفي ظل تلك الإجراءات، أعلنت امس، الخطوط الجوية التركية وهي شركة الطيران الأجنبية الوحيدة التي تسير رحلات إلى ليبيا، تعليق رحلاتها إلى مصراتة، بسبب «مخاوف من تدهور الحال الأمنية» في البلاد. وطالبت حكومة الثني المجتمع الدولي أمس، ب «تسليح» جيشها حتى يتمكن من حسم المعركة ضد «الميليشيات الغاشمة»، كما ورد في بيان تلاه مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية عاشور بو راشد في افتتاح اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين. تزامن ذلك مع إعلان الأممالمتحدة تأجيل الحوار الذي سعت إلى عقده بين الأطراف الليبية الى أجل غير مسمى، في ظل خلافات على أجندته ومكان انعقاده.