مع تجاوز مؤشر داو جونز مستوى 10 الاف نقطة مساء الاربعاء، ثم تراجعه نسبياً امس، اعطى داسوكو اونو، كبير استراتيجيي «سوميتومو ميتسوي بنك» الياباني، صورة قاتمة عن مستقبل الدولار متوقعاً «ان تتراجع قيمة العملة الخضراء الى 50 يناً، من مستواها الجاري عند 90 يناً، في نهاية السنة المقبلة وان تفقد صفتها كعملة الاحتياط الاولى في العالم» بدءاً من 2011”. في الوقت نفسه اظهرت النتائج المخيبة ل»سيتي غروب»، التي يملك مستثمرون عرب حصصاً كبيرة فيها وتملك الحكومة الاميركية 34 في المئة منها، ان الاقتصاد الاميركي لا يزال يعاني من مصاعب مزمنة خلافاً للتفاؤل الذي اشاعته نتائج كل من «جي بي مورغن» الذي ربح 3.6 بليون دولار و» غولدمان ساكس» الذي ربح 3.19 بليون دولار في الربع الثالث من السنة. وقال اونو الذي توقع تراجع الدولار دون مستوى 100 ين و»داو جونز» دون مستوى 7 الاف نقطة بعد افلاس ليمان براذرز» انه «لا يمكن لأحد على الاطلاق ان يوقف الوهن في قيمة الدولار ومسيرته التراجعية ما دام الاقتصاد الاميركي على حاله». واشار الى انه عندما يتراجع الدولار الى نقطة معينة، لم يسمها، «لن ينفع اي تدخل للمصارف المركزية الرئيسية التي قد تسرع للتخلص منه حفاظاً على احتياطها». وبدأ ضعف الدولار في آب (اغسطس) العام 1971، وهو دخل المرحلة الخامسة من تراجعه المتدرج، على رغم وقفات ارتفع فيها الى مستويات معينة لم يستطع الحفاظ عليها بعد انتهاء الازمات كما جرى خلال ازمة الائتمان الاخيرة. واستشهد التقرير اليومي، الذي تُصدره وحدة القطع في «دويتشيه بنك» بالاحصاءات التي بثتها وكالة «بلومبيرغ» الاقتصادية، واشارت فيها الى تحول مصارف مركزية حول العالم عن بناء احتياطاتها بالدولار الى اليورو والين. وافادت «بلومبيرغ» ان الاحتياط المجمع سجل 413 بليون دولار في الربع الثاني من السنة مرتفعاً الى 7.3 تريليون دولار وان نسبة 63 في المئة من الاحتياط كان باليورو والين والباقي بالدولار وعملات اخرى. وقال ستيفن انغلندر، كبير استراتيجيي القطع في «باركليز بنك» ان «ما يجري من تحول عن العملة الخضراء لصالح اليورو والين يتم بهدوء من دون ضجيج». وتعاني الادارة الاميركية من ارتفاع العجز ما اضطرها الى بيع ما يصل الى 1.4 تريليون دولار من الديون باسعار تشجيعية لتغطية العجز حتى نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي. ودعت الصين والهند والبرازيل وروسيا مراراً الى استبدال الدولار كعملة احتياط اساس. وحض الرئيس الصيني هوجياوتاو، في كلمة امام قمة العشرين في بيتسبرغ، الدول الكبرى على التخلص تدريجاً من عجوزاتها للحفاظ على قيم عملاتها ما فُسر بانه نداء «غير مباشر» للادارة الاميركية. وتملك الصين احتياطا بالسندات الاميركية جاوز 800 بليون دولار. ووفق احصاءات جمعها «بنك اوف اميركا» و»ميريل لينش» حولت الدول النامية نحو 30 بليون دولار شهرياً الى اليورو والين منذ آذار (مارس) الماضي الى احتياطات غير الدولار. ومع جني المكاسب في اسواق الاسهم الاميركية امس، بعدما ارتفع «داو جونز» الى اعلى مستوى منذ سبعة شهور وبنحو 3468 نقطة من ادنى مستوى في آذار الماضي، تبين ان ربع المكاسب الاميركية، التي تحققت في اسواق الاسهم، بدأت تتحول الى الاستثمار في سندات حكومية او سندات شركات مقومة بعملات رئيسية اخرى. ولا يزال مستوى الداو اقل بنسبة 29 في المئة من اعلى مستوياته المحققة في 9 تشرين الاول (اكتوبر) 2007. وادى فتح الاسواق الاميركية منخفضة الى تراجع مماثل في الاسواق الاوروبية بعد مكاسب صباحية رفعتها الى اعلى مستويات في 12 شهراً. يُشار الى ان مؤشر داو جونز تجاوز 10 الاف نقطة في 29 آذار 1999 الى ان سجل 14164 نقطة في تشرين الاول 2007.