خفضت محكمة أمن الدولة في عمان أمس أحكاماً بالإعدام بحق خمسة أردنيين متهمين في قضية الاعتداء على فرقة موسيقية تابعة لجامعة الكسليك المسيحية اللبنانية ومحاولة الاعتداء على كنيسة في مدينة اربد شمالي الأردن، إلى الأشغال الشاقة لمدة عشرين عاماً، كما حكمت على سبعة آخرين في القضية نفسها بالأشغال الشاقة الموقتة لمدة 15 عاماً. وعزت المحكمة تخفيض الأحكام إلى عدم وقوع خسائر في الأرواح، وكون المتهمين شباناً في مقتبل العمر يستحقون فرصة لإصلاح أنفسهم، إذ تتراوح أعمارهم بين 19 عاماً و28 عاماً. ودانتهم بتهم «القيام بأعمال إرهابية باستخدام مواد حارقة وملتهبة ومشتعلة، وتصنيع وحيازة وإحراز مواد ملتهبة ومشتعلة، والمؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية». وكانت فرقة الكسليك تعرضت لاعتداء في تموز (يوليو) 2008 عقب إحيائها حفلاً موسيقياً في المدرج الروماني وسط العاصمة الأردنية أسفر عن جرح ستة أشخاص، هم أربعة من أعضاء الفرقة وامرأة من عرب إسرائيل وسائق الحافلة التي كانت تقل الفرقة، فيما أطلق منفذ العملية ثائر الوحيدي (19 عاماً) النار على نفسه بعدما حاصرته قوات الأمن. واعتبرت المحكمة في قرار الإدانة أن «الأفعال التي أقدم عليها المحكومون من شأنها إلقاء الرعب بين الناس وإحداث التفرقة الطائفية بين مكونات الشعب الواحد والإساءة إلى سمعة الأردن ووحدة شعبه، ما يدعو إلى الارتقاء بالعقوبة إلى الحد الأعلى». وساد الهدوء المتهمين عندما نطق رئيس المحكمة العقيد صبحي مواس بالحكم وسجدوا فور انتهاء الجلسة. وكشفت لائحة الاتهام وجود صلة بين المتهمين بالاعتداء على الفرقة اللبنانية والكنيسة وبين تنظيم «القاعدة» في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان. وحسب لائحة الاتهام، فإن قائد المجموعة شاكر عمر الخطيب (28 سنة) الذي حُكم بالاشغال الشاقة لمدة 20 عاماً، بدأ في الثلث الأول من العام الماضي خلال تردده على أحد مساجد مدينة اربد بدعوة أصدقائه إلى الالتحاق «بالمقاتلين في العراق ولبنان». وتمكن الخطيب من المغادرة إلى مخيم عين الحلوة، حيث التقى هناك بأحد أعضاء تنظيم «القاعدة» ويدعى «أبو إسماعيل» الذي «أشركه في دورات عسكرية عدة للتدرب على مختلف الأسلحة، خصوصاً استخدام صواريخ ار بي جي وقذائف الهاون والقنابل اليدوية»، كما «التقى هناك أمير تنظيم القاعدة في بلاد الشام المدعو أبو محمد، وبايع من خلاله أمير التنظيم أسامة بن لادن على السمع والطاعة، وبعدها عاد إلى الأردن وشكل تنظيماً جهادياً بمشاركة ستة من المتهمين وتوسع في العضوية إلى أن تعرف من خلال الإنترنت على منفذ الهجوم على الفرقة اللبنانية». وأشارت لائحة الاتهام إلى أنه «إثر قيام أحد الأطفال من أبناء الطائفة المسيحية بالإساءة إلى الرسول الكريم وصلوات المسلمين، اتصل الخطيب بالمتهمين واتفق أربعة منهم على تنفيذ عمليات إرهابية باستخدام قنابل مولوتوف على مصالح خاصة بأبناء الطائفة المسيحية». وصنعت المجموعة 35 زجاجة حارقة ألقت بعضها على كنيسة اللاتين في اربد من دون أن يكون لها أثر كبير، فيما حمل أحد المتهمين سيفاً لاستخدامه ضد من يعترض المجموعة التي فشلت في تنفيذ العملية بسبب الوجود الأمني في المنطقة.