لم تعد مهمة «الداعية» متروكة سدى، إذ سعى المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في غرب الديرة إلى أن تكون «الدعوة» بشكل احترافي لتسهم في زيادة عدد الداخلين إلى الإسلام، فاحتوى 100 داعية ومترجم في لقائه التطويري الخامس لدعاة الجاليات الذي عقد أخيراً في منطقة الرياض، وكثف الجهود للرفع من أداء الدعاة المحتسبين لهذه المهمة من شتى الجنسيات. تكمن رسالة الملتقى الذي حمل عنوان: «مهارات الداعية»، في مساعدة الدعاة المنضوين تحت قبة «الجاليات» وذلك عن طريق تطوير ذواتهم، والرقي بعملهم الدعوي، إذ لا تترك الأمور خاضعة لاجتهاد المتحمسين فقط، فربما أدت الدعوة إلى خلاف ما ترنو إليه، ويتطلع اللقاء أن يكون رائداً في تطوير دعاة الجاليات وأعمالهم الدعويّة في منطقة الرياض. وتركزت الأهداف وفقاً لحديث المشرف على اللجان التنظيمية عبدالله بن حمد القعيّد في أن يجيد الداعية فنّ التأثير على الآخرين وإقناعهم، وأن يتعرف على مهارات القراءة الواعية وأن يتعلم الداعية مهارات الإلقاء والخطابة وأن يتعرف على الوسائل التي تسهم في بنائه العقلي والإيماني والعلمي، موضحاً أن المستهدفين هم دعاة الجاليات في مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والشؤون الدينية في القطاعات الحكومية والأهليّة الأخرى في منطقة الرياض. ولفت القعيّد إلى أن «نجاح المكتب في تنظيم اللقاءات السابقة، وتفاعل المكاتب والدعاة الفضلاء معها كان سبباً في مضينا في تنظيم هذا اللقاء ومواصلة التطوير والمراجعة له». ونوه إلى أنّ اللقاء يحظى بدعم الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، ومتابعة مستمرة من وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري، مفيداً أنَّ اللقاء شهد مشاركة قرابة 80 داعية ومترجماً، يمثلون أكثر من 30 مكتباً دعوياً من مدينة الرياض والمحافظات التابعة لها. وشهد اللقاء الذي عقد في القاعة التدريبية في معهد الأئمة والخطباء محاضرة بعنوان: «أولويّة التوحيد في الدعوة إلى الله» ألقاها عضو مجلس الشورى الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد، ومحاضرة أخرى بعنوان: «الضوابط العلميّة في ترجمة السنة النبوية»، ألقاها الدكتور أحمد بن عبدالله الباتلي في كلية أصول الدين، كما أقيمت حلقة نقاشيّة حول البناء العقلي والإيماني والعملي للداعية، شهدت نقاشاًَ إيجابياً لاقى استحسان الحضور. كما كان للمحاضرة التي ألقاها الخبير التربوي في مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يوسف بن عبدالرحمن الحمود بعنوان: «مهارات الإلقاء والخطابة» دور في نجاح اللقاء والرفع من مستوى أداء الدعاة إذ أعطاهم مفاتيح في التأثير والإلقاء والقراءة والفاعليّة. وتولى عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عبدالرحمن بن حمود الهذلول مهمة تبصير الدعاة بكيفية القراءة الواعية، التي تساعد في الدعوة إلى الله وانتشارها في بقاع الأرض كافة، إلى جانبه كرس مدير مركز القيادات التربوية الدكتور محمد بن قاسم العضيب جهده لإيضاح أساليب الإقناع والتأثير، إذ هي لب الدعوة وسر تباين عدد الداخلين في الإسلام من مكتب لآخر، وحتى تؤتي الدعوة إلى الله النتائج المثمرة فإن جذرها الأول هو الداعية، لذا سعى مستشار التدريب عبدالله بن عبدالرحمن البسام أن يصنع الشخصيّة الإيجابية لدى الدعاة، حتى يكونوا إيجابيين لمن حولهم لأن «فاقد الشيء لا يعطيه».