"الرياضة الهادفة" التي تتجاوز سمة المنافسة وتسجيل النتائج سعياً الى مجتمع قوي ومنيع، هدف "صوّبت نحوه" جمعية "بيروت ماراثون" التي تنظمها ماراثون السابع في 6 كانون الأول (ديسمبر) المقل تحت شعار "صار وقت أركض". ومنذ انطلاقة هذا النشاط برزت الشراكة مع جمعيات خيرية وإنمائية، يبلغ عددها حالياً 10 جمعيات. هذا العمل التكاملي كان محور "ورشة عمل" خصصتها "بيروت ماراثون" لمناقشة كيفية دعم الجمعيات الخيرية في لبنان من خلال الرياضة وتحديداً عبر سباق "بلوم بيروت ماراثون الدولي". وشارك في "الورشة" عدد كبير من ممثلي الجمعيات. وتطرّق خلالها رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية عضو مجلس الأمناء جمعية بيروت ماراثون الدكتور جوزف جبرا الى العمل التطوعي، لافتاً الى أن أجمل هبة ربانية هي العطاء في مجال الخير وأهميته أن يكون عبر سباق الماراثون. وشدد جبرا على ضرورة "أن يكون هذا العطاء دون غاية ويخدم الوطن والإنسان" متوقفاً عند مفهوم عمل الخير لدى بلدان وشعوب العالم مستشهداً بتجارب في الولاياتالمتحدة حيث تبلغ موازنات الجمعيات الخيرية أرقاماً ببلايين الدولارات. وشدد على ضرورة أن يكون المجتمع اللبناني مجتمعاً متضامناً متكافلاً ويترجم هذا من خلال دعم الجمعيات الخيرية التي تحمل عناوين انسانية وإنمائية بارزة. وتحدث جبرا عن تجربته في الجامعة اللبنانية الأميركية لجهة جمع الأموال لتقدّم منحاً تعليمية للطلاب المتفوقين والمحتاجين داعياً ليكون هناك التزام وطني على هذا الصعيد وفي مختلف المجالات، لافتاً الى أهمية "الحس المجتمعي" و"الايمان بالقضية التي يمثلها المتطوع واندفاعه وشغفه نحوها"، ما يسهّل إشراك الرعاة بهذه الأهداف ويحفّزهم على تبنيها. وكشف رئيس مجلس الإدارة المدير العام في "بلوم بنك" سعد الأزهري في مداخلته عن تخصيص "تليتون" طيلة فترة السباق ، يعود ريع إكتتابه للجمعيات المنضوية في برنامج هذا العام. وأولى التبرعات على هذا الصعيد 15500 دولار مقدمة من "بلوم بنك" بواقع 1550 دولاراً لكل جمعية هي بمثابة "خميرة" حساب مصرفي لدعم أنشطتها. وتوقف الأزهري عند المفهوم الصحيح للعمل الخيري ورأى أن رعايته لسباق ماراثون بيروت الدولي كان بدافع عدة أسباب من بينها أن هذا الحدث له وجه وجانب يتعلق بالجمعيات الخيرية. وأكدت رئيسة جمعية بيروت ماراثون مي الخليل أن الجمعية منذ إنطلقت عام 2003 وضعت خطة دعم للجمعيات الخيرية التي تنوعت وتعددت صفة أنشطتها على مدى السنوات الماضية. وأشارت الى أن "الحدث الماراثوني" كان في كل عام بخدمة أهداف وعناوين ذات صلة بالمجتمع وبقضايا الناس وهمومهم واهتماماتهم. وأوضحت إن مساعدة الجمعيات الخيرية لا يعني أن جمعية ييروت ماراثون تقدم مبالغ مالية لتلك الجمعيات وهي لا تملك هذه القدرة وإنما فتح المجال للحصول على المال. وختمت بالدعوة للمشاركة الواسعة في سباق هذا العام الذي نريده مجدداً يوماً يحمل اهتماماً إنسانياً وصحياً من خلال التزام شعاره "صار وقت أركض". كما تضمنت "ورشة العمل" تقديم المنسقة لدى جمعية بيروت ماراثون مع الجمعيات الخيرية دانا دبوق عرضاً اشارت فيه الى كيفية عمل هذه الجمعيات لتكون شريكة مع الحدث الماراثوني، لافتة الى تجارب ناجحة على هذا الصعيد في ماراثونات عالمية حيث الإيرادات العائدة لتلك الجمعيات تبلغ أرقاماً قياسية، وأشارت دبوق الى أن دعم الجمعيات يتم من خلال السماح لها أن تقوم بتسجيل الراغبين في المشاركة بالسباق (لندن، نيويورك، برلين...)، وأن تستوفي نسبة مئوية من رسوم التسجيل الذي يعود لتغطية نفقات أنشطتها. وعن الجمعيات الخيرية الشريكة لهذا العام تحدثت جمانة عطا الله عن تجربة جمعية "بريف هارت" (القلب الشجاع) وكيف استطاعت من خلال السباق أن تؤمن تغطية تكاليف عمليات جراحة القلب للأطفال المعوزين، وقد بلغ عددها حتى تاريخه 716 جراحة. وبالمناسبة، قدّم المدير العام لجمعية بيروت ماراثون مارك ديكنسون درعاً تقديرية الى كل من جمعية "تشانس" التي فازت بلقب أكبر فريق مشارك (1050 شخصاً) في سباق العام 2008، والى جمعية "إيدن" كأفضل شعار رفع خلال السباق، والذي يدعو الى دمج الأشخاص المعوقين في أطر الحياة. * الجمعيات الشريكة في ماراثون بيروت السابع: جمعيّة الثروة الحرجيّة والتنمية صندوق القلب الشجاع جمعية المقاصد الخيريّة الإسلامية - وحدة شؤون المتطوعين جمعيّة عليّة النور كن هادي جمعيّة البيت اللبناني للبيئة الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب حيوانات لبنان مرسي كور لبنان مفوّضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين