سيطر التوتر والعنف على آخر أيام الاقتراع في انتخابات غرفة جدة أمس، الذي شهد أحداثاً دراماتيكية، من مشاجرات بطفايات الحريق والكراسي وتشابك بالأيادي، وتسجيل إصابات، إلى جانب مطالبات بوقف الانتخاباتبدعوى وجود مخالفات وُصِفت بالجسيمة. ولم يشأ المتافسون في الانتخابات التي تعد الأسخن في تاريخ الغرف السعودية، أن ينتهي اليوم الأخير لإقفال صناديق الاقتراع بهدوء، بل كان ساخناً بكل معاني الكلمة في جميع الاتجاهات، ولا سيما الإقبال الكثيف على الاقتراع. وجند عدد من المرشحين مندوبين وظيفتهم مراقبة وتوثيق عمليات شراء الأصوات، للاستفادة منها خلال فترة تقديم الطعون. ووقفت «الحياة» على إحدى هذه الحوادث، إذ أدى تصوير ابن أحد المرشحين لابن مرشح آخر أثناء تسليم الأخير مظروفاً يحتوي على مبلغ مالي لأحد الناخبين «في دلالة على شراء صوته» من خلال كاميرا تقنية جديدة على هيئة قلم، إلى اشتباكات استخدمت فيها طفايات الحريق والكراسي، وحدثت بعض الإصابات الخفيفة، قبل تدخل رجال الأمن وفض النزاع بين المتخاصمين. ويعود بداية الاشتباك إلى اتهام ابن المرشح الذي قام بتصوير عملية شراء الأصوات ابن المرشح الآخر بسرقة القلم المزود بالكاميرا والذي سجل الحادثة أثناء الشجار، كما اتهمه بسرقة بعض الأغراض الشخصية الأخرى وذلك لإسقاط التهمه عنه. وتطور الأمر إلى مشاجرة ساخنة ومن الأحداث الدراماتيكية التي جرت أ مس، مطالبة بعض المرشحين بوقف الانتخابات، ورفع برقيات عاجلة إلى وزير التجارة والصناعة، مطالبين بإعادة الانتخابات، واتهموا لجنة الإشراف على الانتخابات بارتكاب مخالفات، في حين أكدت الوزارة نزاهة الانتخابات. ورفع 18 مرشحاً صباح أمس، خطاباً إلى وزير التجارة يسجلون فيه مخالفات جرت في الانتخابات، ويطالبون بوقف العملية الانتخابية وإعادتها في وقت لاحق، ومساءلة لجنة الإشراف على الانتخابات على المخالفات الجسيمة التي أعاقت تحقيق المصلحة العامة. ورد وكيل وزارة التجارة لشؤون التجارة الداخلية حسان عقيل على ذلك بقوله ل»الحياة»: «إن اي مرشح لديه ملاحظات على سير الانتخابات، أو يشك في نزاهتها يتقدم للطعن فيها في الوقت المحدد للطعون، والذي سيبدأ بعد غد (السبت)، ولأسبوع». وأشار إلى أن تقديم الطعون وقت الاقتراع لن ينظر فيه، وقال: «لا بد من تقديم هذه الخطابات السبت المقبل في المدة النظامية للطعون وليس الآن»، مؤكداً أن الانتخابات تسير بشكل ممتاز، ونحن في وزارة تجارة نتابع سير العملية الانتخابية لحظة بلحظة. وأضاف أن هذه الانتخابات تعد الأسخن في تاريخ انتخابات الغرف التجارية السعودية، لافتاً إلى أن وزير التجارة يتابع مجريات انتخابات غرفة جدة، وانتدبت الوزارة عدداً من كبار موظفيها، منهم ذوو مناصب قيادية للإشراف على سير الانتخابات، والتأكد من عدم وجود مخالفات لأنظمة الانتخابات». وأوضح المرشحون في خطابهم أنهم سجلوا عدداً من المخالفات للنظام الانتخابي واللوائح التنفيذية، «منها عدم تقيد بعض المرشحين بالتعليمات والنظام، وتوظيف أعداد كبيرة من الأفراد لحملاتهم ونشرهم في أروقة المقر الانتخابي بالساحات الداخلية والخارجية والخيم والصالة الرئيسية، وهو ما أعاق على البقية استقبال الناخبين، وتركيب لوحات إعلانية ودعائية خارج حدود المقر الانتخابي بشكل غير مسموح به نظاماً، ومحاباة بعض موظفي الغرفة والمراقبين لبعض أعضاء مجلس الإدارة في دورته ال19 والمرشحين في الدورة الجديدة بشكل ملحوظ جداً في التنظيم». وشملت المخالفات التي تضمنها الخطاب: «دخول مرافقي المرشحين ومناديبهم «فرق العمل» للمنطقة المخصصة للمرشحين التي تم الاتفاق عليها مع لجنة الإشراف على الانتخابات، ودخول بعض المرشحين لمنطقة التصويت والتأثير في الناخبين، وترديد إشاعات قوية بوجود شراء أصوات لبعض المرشحين، وتوظيف عمد الأحياء ضمن الحملات الانتخابية للمرشحين، ومرافقة بعض المراقبين للناخبين عند صناديق الاقتراع ووجود شبهة التأثير في الناخبين». وتضمنت المخالفات «إيقاف سيارات إعلانية ودعائية تحمل لوحات إعلانية تتجول في منطقة الاقتراع وداخل الأحياء السكنية، وسوء إجراءات التنظيم في مقر مركز المعارض والمؤتمرات من النواحي كافة». وطالب المرشح ياسر الخولي في خطاب عاجل إلى وزارة التجارة بتجميد نتيجة انتخابات المرشح مازن بترجي، لقيامه بمخالفات عدة تتعارض مع أنظمة الانتخابات، تتمثل بتوقيعه اتفاقاً مع الناخبين يخدم المصوتين له فقط. إلى ذلك، كشف الأمين العام للغرفة المستشار مصطفى أحمد كمال صبري عن السيناريو المتوقع خلال الأيام المقبلة، وقال: «بعد الإعلان عن أسماء الفائزين سيتم تخصيص أسبوع للطعن من المرشحين، وإذا لم يكن هناك طعن يُعين وزير التجارة ستة أعضاء، ثم يتم عقد أول اجتماع للمجلس الجديد لانتخاب الرئيس ونائبيه وممثل للغرفة في مجلس الغرف السعودية». وشدد صبري على أن مجلس الإدارة الحالي برئاسة محمد عبدالقادر الفضل مستمر في عمله حتى الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذ سيكون هناك تسليم وتسلم بين المجلس الحالي والجديد الذي يتولى المسؤولية رسمياً بعد هذه الفترة. وأوضح أنه على رغم أن الغرفة تعيش الأيام الأخيرة من عمر مجلس إدارتها إلا أنها تشهد العديد من الأنشطة والفعاليات، إذ تشهد اليوم التحضير لعدد من الفعاليات الكبيرة كمنتدى الأسر المنتجة، والملتقى السعودي الروسي، إضافة إلى المعرض الذي يرافقه ويضم 100 شركة روسية. من ناحيته، شدد رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس غرفة جدة محمد عبدالقادر الفضل على أن الغرفة نجحت في الوقوف على الحياد وعلى بعد خطوة واحدة من جميع المرشحين، وكان انحيازها الأول للناخب، إذ مهدت كل السبل أمامه للإدلاء بصوته في سهولة بصورة مثالية، واستطاعت أن تحقق جميع وسائل النجاح لهذه المنافسات الشريفة التي تمثل عرساً حضارياً.