اغتيل أربعة رجال دين سنة كانوا يستقلون سيارة واحدة لدى دخولهم منطقة الزبير، بعدما غادروا البصرة، حيث ناقشوا الترتيبات للاحتفال بعيد المولد النبوي. وأعلن وزير الداخلية محمد سالم الغبان فتح تحقيق في الحادث، متهماً قوى «تخدم مشروع داعش» بتنفيذه، في حين اتهم «الحزب الإسلامي» مجموعات شيعية مسلحة بالوقوف وراء الحادث. (المزيد) وتنامى نفوذ هذه المجموعات في الشهور الماضية، بعد انخراطها في القتال إلى جانب الجيش لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها «داعش». وأعلن مجلس محافظة البصرة، في بيان أمس أنه «شكل غرفة عمليات لكشف ملابسات الحادث والجهة التي تقف وراءه في مدة أقصاها أسبوع». وأضاف أن «المجلس يستنكر بشدة ما تعرض له بعض خطباء الجوامع، وهي محاولة فاشلة لإشعال الفتنة الطائفية، بين أطياف المجتمع البصري، وستتواصل الجهود لكشف الجناة وتسليمهم إلى العدالة». وكان خطيب جامع البسام إبراهيم شاكر محمد (27 سنة)، وخطيب جامع الزبير يوسف محمد ياسين العمر (55 سنة)، والطالب في الدراسات الإسلامية احمد موسى حسين الراشد (20 سنة)، وخطيب جامع المزروع حسن علي ناصر الدرويش (65 سنة)، اغتيلوا بطلقات نارية في الرأس والصدر، أثناء دخولهم قضاء الزبير، وهما يستقلون سيارة واحدة، وأصيب خطيب جامع الذكير مصطفى محمد سلمان الصالح (53 سنة) في الفخذ الأيمن. وقال قائمقام الزبير طالب خليل الحصونة في بيان أمس: «ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد مجموعة من المشايخ وخطباء الجوامع أثناء قدومهم إلى القضاء من البصرة». وأضاف إن «خطة أمنية طارئة دخلت حيز التنفيذ لإحكام السيطرة على مداخل ومخارج القضاء، ووضع نقاط تفتيش ثابتة ومتحركة، إضافة إلى تعزيز الجهد الاستخباري». وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في بيان إن «هذا الحادث الإجرامي جاء في وقت يستعد المسلمون في العراق لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي أجواء من التفاؤل والوحدة التي تكرست بشكل ملحوظ بعد تشكيل الحكومة، ما يشير إلى سعي قوى تخدم مشروع داعش في العراق إلى شحن الأجواء مجدداً وإعادة تصعيد الخطاب الطائفي». وأضاف أن «وزارة الداخلية تؤكد أن هذا العمل الدنيء صورة من صور التخريب المستمر للوحدة الاجتماعية في البلاد، ومحاولة جديدة لاستعداء طرف ضد آخر». وتقطن منطقة الزبير ( 20 كلم غرب البصرة) غالبية سنية. واستنكرت جماعة علماء العراق، برئاسة الشيخ خالد الملا استهداف علماء الدين واعتبرته «رسالة إجرامية يستغلها ضعاف النفوس لتأليب الرأي العام على قوات الأمن والحشد الشعبي والحكومة المحلية». وأفادت الجماعة أن «يد الحقد والجريمة امتدت من جديد لتخلط الأوراق وتبث الفرقة والرعب وتزعزع ثقة المواطن بجيشه لتستهدف أبناء البصرة من خلال علماء الدين السُنة في هذه المحافظة الآمنة لإشعال فتنةٍ طائفية، وندعو إلى ضرورة ضبط النفس وعدم الانجرار خلف مخططات هدفها الاقتتال». واتهم بيان ل»الحزب الإسلامي»، فصائل شيعية مسلحة»، لم يسمها، بالحادث. وأضاف: «يبدو أن مجرمي الميليشيات أغاظتهم مشاعر المحبة للنبي وأثارهم هذا التمسك الطيب بهوية المدينة (البصرة) الأصيلة وهي تواجه مخططاً خبيثاً لمحوها».