عرفت الإعلامية والناشطة المغربية فاطمة الإفريقي بالبرامج التلفزيونية الفنية التي كانت تقدمها على التلفزيون المغربي عبر قناته التلفزيونية الأولى، ومنها برنامج «المجلة الفنية» (1992)، وبرنامج «سحر» (1999)، وخصوصاً برنامج «مساء الفن» (2000) الذي تألقت في تقديمه وهي تستضيف فيه مجموعة من الفنانين المغاربة والعرب المعروفين، وتحاورهم بكثير من البراعة والعمق في الأعمال الفنية التي قدموها. لقد حظي هذا البرنامج الفني القوي بسمعة طيبة في الوسط الثقافي والفني المغربي والعربي. كما أن الكتابات الصحافية التي تحدثت عنه أشادت به في الغالب وبطريقة إعداده وتقديمه المميزين. كما قدمت الإعلامية والناشطة فاطمة الافريقي بعد ذلك في السنة الماضية وطيلة شهر رمضان برنامج « فطور الأولى» في نسخته الثانية بصحبة الفنان الممثل عبد الله ديدان، بعد النسخة الأولى منه والتي قام بتقديمها كل من الإعلاميين نهاد الصنهاجي وخالد نزار. وهذا من أعاد فاطمة وجهاً تلفزيونياً مألوفاً ومحبوباً عند المشاهدين المغاربة، خصوصاً أن طريقة تقديمها تتميز بالهدوء والتلقائية المضبوطة. اليوم وبعد فترة غياب عن الشاشة التلفزيونية، تعود الإعلامية فاطمة الإفريقي مجدداً ودائماً على القناة التلفزيونية الأولى ببرنامج فني جديد كعادتها. هذا البرنامج الفني أسبوعي وحمل اسم «عتاب» ويتمحور موضوعه الأساسي في استضافة فنان معين وطرح مجموعة من الأسئلة عليه في شكل «عتاب» يوجه إليه من مجموعة من معارفه وأصدقائه، ليجيب عليها ويدافع عن نفسه بشكل ودي، ويشرح لهؤلاء الأصدقاء والمعارف ومن خلالهم طبعاً، وهذا هو المهم للمشاهدين، الأسباب التي أحاطت بالقضايا التي تم طرحها في هذه الأسئلة والظروف التي كانت وراءها. ويبدو من هنا أن هذا البرنامج التلفزيوني الفني يأخذ طابعاً جديداً في الحوار مع الفنانين الضيوف، وهو ما بدأنا نشهد له حضوراً في مختلف القنوات التلفزيونية العربية، حيث أصبح مقدمو هذه البرامج الفنية يحرصون على طرح الأسئلة القوية التي تتعلق بالفنانين الذين تتم استضافتهم، والتي غالباً ما تكون متداولة حولهم، ليفسحوا المجال للفنان الضيف ليجيب عليها بصراحة، أو على الأقل يحاول أن يبرر موقفه تجاه جمهوره حول القضايا المتعلقة به وبمسيرته الفنية. وهو أمر مستحب يخلص هذا النوع من البرامج من هيمنة الأسئلة المعتادة والمكررة. وهو ما تأكد بالفعل في الحلقة الأولى من برنامج «عتاب» وجرى فيها استضافة الممثلة المغربية سناء عكرود. حيث تمحورت «العتابات» من لدن أصدقائها ومعارفها من أهل الميدان، حول مجموعة من المآخذ البسيطة عليها، حول ما هو فني بالخصوص وحول ما هو إنساني بشكل عام. لكن «العتاب» القوي الذي وجه إليها تركز حول نوعية مشاركتها في فيلم «احكي يا شهرزاد» للمخرج يسري نصر الله. فكانت إجابتها واضحة وقوية تمثلت في الدفاع عن أهمية الدور الذي قامت به وطالبت بمشاهدة الفيلم قبل إصدار الحكم عليه وعلى الدور الذي قامت به فيه. وقد كانت سناء طيلة الحلقة بشوشاً وصبورة على العتابات التي وجهت إليها، كما استطاعت أن تتألق في هذه الإجابات التي قدمتها. إذاً هي انطلاقة جديدة وجيدة للإعلامية والناشطة فاطمة الإفريقي في عودة ميمونة للتلفزيون المغربي خصوصاً أن هذا البرنامج الفني الذي قامت بإنجاز مجموعة من حلقاته والتي قدمت منها بعد الحلقة الأولى الخاصة بالممثلة سناء عكرود حلقة ثانية خاصة بالمخرج السينمائي سعد الشرايبي ثم أخرى بالممثلة فاطمة خير، وقد تفوقت في عملية تقديم هذه الحلقات كلها، من خلال متابعتنا لها، يغني المشهد الإعلامي التلفزيوني خصوصاً الثقافي والفني منه، ويمنح المشاهدين من جديد فرصة اللقاء مع الفنانين المغاربة والتعرف إلى القضايا التي تهمهم وإلى جديد أعمالهم كما سيمكن هؤلاء الفنانين من التعبير عن آرائهم حول ما يقال عنهم وحول الأعمال الفنية التي يقدمونها ومدى رضاهم عنها وما الذي يريدون تحقيقه في المجال الفني ويسعون جاهدين للوصول إليه.