إن المتتبع الشؤون الداخلية للعراق لاسيما الحدث السياسي، يجد بوضوح انه في خضم صراعات سياسية حزبية وفئوية وطائفية وعرقية وقومية أخذت تنخر في جسد العراق، وتفتت أبناء شعبه الذين ما انفكوا يعيشون في محبة ووئام وصفاء، على رغم السياسات التعسفية التي مورست ضدهم من تسلسل الحكومات المتتالية القديمة والحديثة في صورة الحزب الواحد، أو في صورة الأحزاب التعددية الإسلامية والعلمانية على حد سواء. وعلى رغم تعدد الائتلافات التي تعددت وتشكلت بين الأحزاب الحاكمة والمتصارعة على السلطة، نجد أن الأحزاب ذاتها هي التي تنضوي تحت اسم هذا الائتلاف أو ذاك. فمرة نجد أن التيار(س) يأتلف مع مجموعة من الأحزاب مارست السلطة وأخفقت تحت ائتلاف واحد عنوانه (ص). ونجده مرة أخرى ينضم الى ذلك الائتلاف (ع) الذي يحوي كيانات سياسية قادت العراق في تلك المرحلة الزمنية. وهنا نسأل ما الذي حققه ذلك التيار (س) عندما انضم إلى ائتلاف (ص)، أوعندما انضم الى ائتلاف (ع). والائتلافان مارسا السلطة ولم يحققا نتاجات صائبة لأبناء الشعب العراقي. وتراجع الحال من سيئ الى أسوء. ونسأل ما هو الحل وهل يُترك الوضع على ما هو عليه وتبقى هذه الائتلافات تصول وتجول، من دون تغيير يذكر لصالح الشعب سوى الدمار والقتل والتشريد والحرب الطائفية، ونقص في أبسط متطلبات العيش الطبيعية ؟ أم نلجأ الى تغيير ملموس واضح يأخذ الشعب الى ضفاف النجاة وممارسة سياسية جديدة من قِبل أبناء العراق الأصيلين؟ إن الحل يكمن في ائتلاف جديد يضم أطياف الشعب العراقي بإمكانات سياسية وأكاديمية وعشائرية وكوادر رجالية ونسائية تتشكل بإخلاص تام، وتأتلف تحت خيمة جديدة ولاؤها للعراق فقط. شخصيات أثبتت جدارتها في القيادة والمسؤولية ولو من خلال بعض المناصب الإدارية التي حصل عليها بعض قياداتها المؤتلفة والتي انعكست ظلالها في صورة طيبة في قلوب ونفوس أبناء الشعب من خلال الممارسات الإنسانية والأبوية التي مارستها معهم خلال مدة قصيرة، وفي مناصب إدارية نفوذها ضعيف إذا ما قورنت بغيرها. هذا ما حصل في ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني الجديد الذي ضم جملة من الكيانات السياسية الوطنية، كان لبعضها دور في ممارسة السلطة في بعض المحافظات من خلال حصول البعض من كياناتها المنضوية تحت هذا الائتلاف على العضوية في أحد مجالس المحافظات. وأقصد تحديداً أعضاء مجلس محافظة القادسية، وهما عضوان في حزب الولاء الإسلامي أحد أبرز الكيانات السياسية التي انضمت الى الائتلاف الجديد (...) الذي يتميز بتعدديته العرقية والمذهبية بل الدينية أيضاً. ومن ملامحه أيضاً، المهنية والخبرة والنزاهة التي يتمتع بها أعضاء الكيانات السياسية المؤتلفة. وهذا ما يجسد لنا حقيقة مبدأ التكنوقراط كما يعبر عنه في المصطلحات السياسية أي وضع الرجل صاحب الاختصاص في المكان المناسب، لا على أساس التقاسم الحزبي والمحاصصة الطائفية والعرقية أو المذهبية. ويؤمن هذا الائتلاف بانتمائه الوطني الصرف، بضرورة الإبقاء على أسس العلاقات الطيبة مع دول الجوار وفق الضوابط العربية الأصيلة والقوانين الدولية (...) كرم الحسيني - بغداد - بريد إلكتروني