تواصل الأمانة سلسلة تسديد الأهداف في مرمى «منتخب المطاعم» الذي يبدو أنه لم يستطع الفوز بالنتيجة أو على الأقل معادلتها بالهجمات المرتدة ضد حملات الإغلاق والتشهير التي باتت أخيراً حديث الساحة، وبين ثغراث المواد الغذائية منتهية الصلاحية وأخرى تم تخزينها بجانب دورات مياه وغرف الصرف الصحي، تصرّ الأمانة على التشهير بالمطاعم وذكر أسمائها دون تلميح أو تحفظ. إذ تستمر الكرة في ملعب الأمانة وذلك بنشرها يومياً عبر حسابها في «تويتر» والتوثيق بالصور للمطاعم التي تم إغلاقها بعد أن ثبتت مخالفتها عبر تقديم خدمة غذائية تهدد صحة وسلامة الناس، ولم تتوان في إشهار الكرت الأحمر في وجه هذه المطاعم التي قررت أخيراً تغيير خطة اللعب بالتوجه إلى ديوان المظالم لتقديم دعوى قضائية ضدّ الأمانة، إذ بلغ عدد الأهداف التي سددتها الأمانة حتى اليوم 130 مطعماً تسببت في تسمم أكثر من 250 شخصاً عبر تقديم حلويات فاسدة بحسب ما صرحت به. وبين من يؤازر الأمانة ومن يسرد عقوبة التشهير قانونياً محاولاً ردعها عن ذكر أسماء المطاعم، يرى المستهلك أن هذا أحد حقوقه في صدّ التلاعب وإيقاف الاستهتار بحياة الناس وصحتهم لصالح جشع المطاعم التي لاهم لها سوى الحصول على المال مقابل خدمة سيئة وتقديم منتج فاسد. وعلى رغم اتخاذ الأمانة لهذه الخطوة الجريئة حيال المطاعم إلا أن عامل السخرية كان له حق الوجود في هذا الملعب لإبداء رأيه وتلطيف جو الخسارة، وفي ما إذا استمرت الأمانة في كشف المطاعم والتشهير بها سيعود الناس للأكل في المنازل كردة فعل طبيعية بسبب نشوء «عقدة» المطاعم التي يصعب تجاوزها وعلاجها سريعاً. ومع هذا التقدم الإيجابي فإن لكل فعلٍ ردة فعل، إذ تقاوم بعض المطاعم هجوم الأمانة في مواصلة التحدي والوقوف في وجه الأمانة بإعادة فتح المطعم بعد قرار الإغلاق من دون إذن مسبق من الجهة المختصة، ليصبح الذنب ذنبين الأول في المخالفة والآخر في معاودة العمل من دون إذن مما يجرها إلى استكمال مسلسل الغرامات على المطعم. وفي النهاية تتعالى أصوات الجماهير في الوقوف بصف فريق الأمانة الذي اعتبرت أهدافه رد اعتبار للكثيرين ممن تضرروا من هذه المطاعم في تمني تحقيقها لبطولة العقاب والتشهير التي ستجني فوائدها من دون شك. وكانت أمانة جدة أغلقت في حملتها التصحيحية والتفتيشية على المطاعم والأسواق المخالفة 130 مطعماً، والمستمرة طيلة الشهر الماضي شملت مطاعم كبيرة ذات ال «خمسة نجوم»، توجهت بحملتها إلى محال التغذية والمقاهي في المستشفيات الخاصة بمحافظة جدة، والتي طاولت المخالفة منها بالإغلاق والتغريم على مخالفات عدة تم رصدها. وتعمل الأمانة ضمن أكثر من 14 فرقة ميدانية موجودة للتفتيش على المطاعم، وذلك بحسب البلديات الفرعية، إذ إن كل بلدية لديها فرقة مسؤولة عن نطاق معين، ويتم التنسيق بين إدارة الأسواق بالأمانة والبلديات.