حقيقة كنت في قمة الفرح والاعتزاز بتلك المنجزات المتوالية، التي نقلتها لنا الأخبار عبر الصحف، وفي وسائل التواصل الاجتماعي؛ التي حققها (رجال المراقبة الصحية في أمانة جدة) والمتمثلة في إغلاق عددٍ من المطاعم المعروفة بعد ضبط عدد من المخالفات (كمخالفاتها شروط النظافة، ولسوء المباني، ومخالفتها شروط التعبئة والتخزين، واستعمالها مواد غذائية فاسدة، أو أنها مجهولة المصدر)، وسُررت لأن وسائل التواصل الاجتماعي كانت (أجرأ) من صحافتنا الورقية لنشرها أسماء تلك المطاعم (الشهيرة) لأنه لا يجب أن يتم إعلان أسماء المصابين من تلك المطاعم في الصحف، ثم يتم النظر بحرج عند نشر أسماء المطاعم المخالفة للاشتراطات الصحية، رغم أنها المتسبّبة فيما يحدث من إصابات لكثير من الناس نتيجة لتناولهم وجباتها، (أنا أحيي -حقيقةً- رجال أمانة جدة) لتنفيذهم الجولات الدورية على المطاعم، وقيام المراقبين الصحيين فيها بتنفيذ الحملات المطلوبة، والأمل أن (تستمر وتكثّف) وأن تنتقل من ردات الفعل، وانتظار البلاغات والشكاوى من المواطنين عند حدوث حالات تسمم أو ضبط مخالفات صحية إلى برمجة دائمة (للحملات الاستباقية) مع أهمية (استمرارها)، واستمرارها من وجهة نظري يعد الأهم، هذه الحملات الجادة والمستمرة يجب أن تعقبها (جزاءات صارمة، وعقوبات رادعة) دون أن تكون فيها محاباة لمطعم شهير، أو غير شهير، لأن صحة المواطن والمقيم لهي أهم من (مخالفات المطاعم وشهرتها، وتلاعب أصحابها بصحة الناس)، وكلنا رأينا وقرأنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع «يوتيوب» مشاهد الاستهتار من قِبل عمالة المطاعم بالنظافة أثناء إعداد الوجبات، مثل ذلك العامل الذي فرش (عجينة الخبز على أرضية المطعم)!! وأقترح أن يكون لدى الأمانات والبلديات (رقم موحد) لتلقي بلاغات المواطنين عن المطاعم المخالفة، على الأقل هذه الخطوة قد تحد من مخالفات المطاعم وتدفع أصحابها لأخذ الاحتياطات اللازمة لعدم الوقوع في مخالفات قد تضر بصحة عملائها، وأتمنى أن تحذو باقي الأمانات والبلديات في بلادنا حذو أمانة جدة، فهناك مطاعم لديها سجل حافل في الاستهتار بالنظافة، وطريقة تخزين الأطعمة، واستخدام الأواني غير المناسبة، وغير ذلك الذي يتسبب في تسممنا الغذائي.