تزايدت الضغوط على ادارة الرئيس باراك أوباما أمس، للاستعجال في انهاء مراجعتها حول الحرب في أفغانستان، وسط مخاوف من أن عامل الوقت وعدم وجود خطة عسكرية عملية قد يفيد حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في البلاد. لكن بوادر الانقسام بقيت على حالها بين البيت الأبيض والقيادة العسكرية، في وقت طرح خبراء نقل التركيز الاستراتيجي الى باكستان باعتبارها تحدياً «اكثر تعقيداً وتأثيراً من افغانستان على الأمن القومي الأميركي». وبعد مضي نحو الشهر على تقديم القائد الأعلى للقوات الأجنبية في افغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال توصياته الى الرئيس الأميركي باراك أوباما، لم تحسم الإدارة استشاراتها حتى الآن وما زال اوباما يستكمل اجتماعاته مع مستشاريه للأمن القومي ووزراء الدفاع والخارجية وقيادات الكونغرس حول الخطوات المقبلة في أفغانستان. وكانت توصيات ماكريستال ركزت على طلب ارسال 40 ألف جندي اضافي الى افغانستان بهدف اضعاف «طالبان» و «القاعدة»، والدخول في مرحلة هجومية ضدهما تجبرهما على تقديم تنازلات. ويحذر بروس ريدل، مهندس استراتيجية أفغانستان المستشار السابق لأوباما والخبير في معهد بروكينغز، من أن الوقت ليس لمصلحة قوات التحالف، ويشير الى أن الزخم هو مع «طالبان» و«القاعدة»، وأن على الإدارة أن تسرع في وضع خطة عملية لتبديل هذه الصورة. ويعتبر ريدل ان الخطة كانت متوقعة من الإدارة مطلع الصيف في ظل القيادة السابقة للجنرال دايفيد ماكيرنان، لكن اقالته من منصبه وتعيين ماكريستال بدلاً منه أخر صدورها. ويشير ريدل الى أن «هذا هو الثمن الطبيعي لاستبدال القيادات خلال الحرب... والمرة الأخيرة التي جرى فيها هكذا تغيير كان خلال الحرب الكورية العام 1951»، مستعجلاً خروج إدارة أوباما بمراجعة. لكن الانقسامات داخل الإدارة بين محبذ للزيادة العسكرية، خصوصاً في قيادة الجيش، والشريحة الأخرى المترددة في تبني هذا التوجه وعلى رأسها نائب الرئيس جو بايدن ومستشار الأمن القومي جيمس جونز، تؤخر المراجعة اليوم. ويتوقع الخبير المرموق في مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس أن تبقي الإدارة العدد الحالي لقواتها في افغانستان، وتحويل قسم أكبر نحو مهمات التدريب بدلاً من القتال. ويفسر هاس هذا التوجه بإعطائه الوضع الباكستاني أولوية أكبر لدى الولاياتالمتحدة من أفغانستان، وكون تداعيات الفشل هناك أكبر، خصوصاً لجهة وقوع السلاح النووي في أيدي «القاعدة». من هنا يدعو هاس الإدارة الى التركيز على تدريب القوات الحكومية في أفغانستان، والانسحاب تدريجياً ونقل الاهتمام الاستراتيجي في اتجاه اسلام آباد. وحول احتمال سيطرة «القاعدة» أو «طالبان» على كابول، يرى هاس أن خطر «القاعدة» متنقل ويبحث دائماً عن ملاذ آمن سواء في اليمن أو الصومال أو أفغانستان. ويضيف أن «مصالح الولاياتالمتحدة الحيوية هي في باكستان بسبب وجود أسلحة نووية فيها وأخطر ارهابيين في العالم، واحتمال اندلاع نزاع مع الهند». ولا يقلق هاس من تفسير نقل الاهتمام أو احتمال سيطرة «طالبان» على كابول بأنه «ضربة معنوية للجيش الأميركي»، مذكراً بأن الجيش نفسه انسحب من فيتنام العام 1975 ولبنان (1983)، قبل أن يعيد ويبرهن على قوته في حرب تحرير الكويت (1990). ويتوقع أن يعقد أوباما جولة ثالثة من الاستشارات مع طاقمه الأمني والدفاعي لتهيئة الإعلان عن الخطة الجديدة خلال أسابيع.