احتشد عشرات الآلاف من رجال الشرطة ومشيّعون آخرون في كنيسة في مدينة نيويورك والشوارع المجاورة أمس السبت لتشييع جثمان أحد ضابطي الشرطة اللذين قتلهما مسلح، قال إنه "ينتقم لمقتل رجال سود عزّل بأيدي رجال شرطة من البيض". وأثناء واحدة من أكبر الجنازات في تاريخ إدارة شرطة نيويورك، مر رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو من أمام نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من الشخصيات العامة ليلقي كلمته لتأبين رفائيل راموس. وعندما بدأ رئيس البلدية بالحديث، أدار آلاف من رجال الشرطة في ملابسهم الرسمية ظهورهم له ملتزمين الصمت للتعبير عن احتجاجهم، بينما ملأت صورته شاشات كبيرة كانت تبث القداس. وسبق لضباط في الشرطة أن تجاهلوا دي بلاسيو عندما وصل قبل أسبوع الى المستشفى الذي أُعلنت فيه وفاة راموس وزميله الشرطي ون جيان ليو، تعبيراً عن غضبهم من تأييده للتظاهرات التي خرجت على مستوى البلاد احتجاجاً على مقتل رجال سود عزّل بأيدي الشرطة. واستُهدف الشرطيان أثناء الخدمة وأصبح مقتلهما قضية مشتركة اجتمع عليها رجال الشرطة وأنصارهم في أنحاء البلاد، بعدما واجهوا الصعوبات نتيجة مسيرات في الشوارع استمرت لأسابيع، وشارك فيها محتجون يقولون إن "ممارسات الشرطة تتّسم بالعنصرية". وقال بايدن متوجّهاً بالحديث لماريتزا، أرملة راموس في بداية القداس، "كان زوجك وزميله من بين خيرة أبناء نيويورك، وهذا ليس مجرد كلام أجوف"، مضيفاً أنه "اعتقد أن قوة الشرطة العظيمة في هذه المدينة ذات التنوع الكبير تستطيع وستظهر للأمة، أن بامكانها تجاوز أي انقسام. أثبتت هذا من قبل وستثبته مرة أخرى". وكان الضابطان رافائيل راموس وون جيان ليو قُتلا بالرصاص يوم السبت، بينما كانا في سيارة الدورية في بروكلين. وقال حاكم نيويورك آندرو كومو إنه "في الإدارة، ضباط قدموا الى مدينة نيويورك من أكثر من 50 دولة مختلفة وتضم عناصر يتحدثون 64 لغة"، موجّهاً الانتقادات لبعض المحتجين الذين نظموا تظاهرات في المدينة بصورة شبه يومية. وامتلأت الشوارع خارج الكنيسة بحشود من رجال الشرطة في ملابسهم الرسمية، وكان بينهم وفود من بوسطن وأتلانتا وسانت لويس ونيو أورليانز. وأوضح متحدث بإسم الشرطة ان "الإدارة لم تقدر أعداد من شاركوا في جنازات لها"، لكن بايدن توقّع مشاركة حوالى 25 ألف شخص في جنازة راموس. وقالت عائلة راموس إنها "رحبت برئيس البلدية في الجنازة"، لكن كثيرين ممن كانوا خارج الكنيسة ولم يديروا ظهورهم له، ذكروا انهم "يؤيدون هذه اللفتة". وأشارت ضابطة في شرطة نيويورك طلبت عدم نشر اسمها لأنه غير مصرح لعناصر الشرطة الحديث الى الصحافيين من دون إذن، الى أن الكثيرين يشعرون بأن رئيس البلدية "انحاز الى جانب ليس جانبنا". وقال كبير المتحدثين بإسم إدارة الشرطة ستيفن دافيس إن "جنازة راموس هي ربما الأكبر في تاريخ قوة الشرطة". وفي المستشفى الذي نُقل إليه راموس وليو، صرّح زعماء نقابيون من الشرطة ان "يد رئيس بلدية المدينة بيل دي بلاسيو ملطخة بالدماء" وذلك بعدما أبدى دي بلاسيو دعمه للمتظاهرين.