لم يجد رجال وسيدات الأعمال المتنافسون على مقاعد غرفة جدة أفضل من وسيلة الإنترنت لعرض برامجهم الانتخابية وإيصال صورتهم ورسائلهم إلى جمهور الناخبين والمجتمع السعودي. هذا السباق المحموم بلغ أصقاع الأرض، وتابعه كل من له شأن به ومن لم يكن له به شأن، حتى المبتعثين السعوديين بالخارج تابعوا هذا التنافس على «الفيس بوك» وغيره من المواقع الإلكترونية، خصوصاً المرشحين الذين يحظون بدعم من بعض الإعلاميين. تستطيع وأنت في أي مكان من العالم أن تتابع تطورات الانتخابات التي تعد الأقوى على مستوى بلاد حديثة التجربة في هذا النوع من الأعمال الديموقراطية، لحظة بلحظة من خلال المرشحين أنفسهم، أو من خلال الإعلاميين الذين سخروا وقتهم لخدمة مرشحين بعينهم. يقول مدير الإعلام في غرفة جدة طراد الأسمري: «إن جل المرشحين استخدم التقنية كنافذة إعلامية جديدة للوصول إلى الناخبين، على رغم جهل بعضهم بالتقنية وعدم إجادته فك رموز حروف الكيبورد». وتابع: «اتجه المرشحون إلى التقنية مسايرة للركب، ومن باب المرشح الفلاني جعل له موقعاً على الانترنت». ويضيف أن بعض المرشحين لجأوا إلى صحافيين للقيام بمهمة إدارة حملاتهم الإعلامية، في ظل غياب الإيمان التام بأهمية الشركات المتخصصة في إدارة السمعة والعلاقات العامة. غرفة جدة اجتهدت في تصميم نافذة على موقعها الإلكتروني تتيح الفرصة متساوية لتقديم المرشحين، ولكن الفرق كان من جانب المرشحين أنفسهم، إذ برع بعضهم في تقديم نفسه ووضع روابط مواقعه الإلكترونية ووسائل التواصل معه تقنياً سواءً بالإيميل أو الفيس بوك، وأيضاً على ال «يوتيوب» بخلاف استخدامهم وسائل الإعلام المختلفة. الانتخابات رقم 20 في تاريخ غرفة جدة، مليئة بالاستعراضات الإعلامية والتسويقية، وأيضاً بالاحتجاجات والاعتراضات والمطالبة بالشفافية وقائمة بالعقوبات لمخالفي لوائح الانتخابات. وربما أقوى الاحتجاجات كانت على قوائم التزكية مجهولة المصدر وترشيحها ل 12 من رجال الأعمال، وآخرها الاعتراض على إقامة مخيمات في المنطقة المخصصة للتصويت. وشهدت الانتخابات انسحابات أفصحت عنها وسائل الإعلام، ولكن يظل عدد المرشحين كبيراً مقارنة بالفرص المتاحة لدخول المجلس، والذي يتوقع أن يكون للشباب فرصة أكبر فيه، عقب نظام الانتخابات في الغرف السعودية الجديد الذي وضعته وزارة التجارة والصناعة، في سعي منها إلى كسر احتكار بيوت تجارية بعينها لمجالس إدارات الغرف التجارية على مستوى السعودية لأعوام طويلة تتعدى في بعضها ال 60 عاماً. وبلغ عدد المترشحين 65 رجلاً وسيدة أعمال يتنافسون على 12 مقعداً، بشكل فردي، ومن دون أي تكتلات معلنة كما جرى في الأعوام الماضية. وتتبقى ستة مقاعد في مجلس الغرفة يتم تعيينهم من وزارة التجارة والصناعة. هؤلاء المرشحون يتنافسون على الفوز بأصوات نحو 34 ألف منتسب للغرفة في مدينة جدة فقط، بعد أن أجريت الانتخابات في فرعي الغرفة في محافظتي القنفذة ورابغ، إذ اقترع 140 ناخباً من أصل 757 منتسباً في ذلك الفرعين.