القارئة فدا العدل، أو العادل، تقول في رسالة الكترونية، بنسختين عربية وانكليزية، إن فلسطينالمحتلة هي أكثر مكان في العالم تخالف فيه الوصايا العشر، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد شهادة زور، والصهيونيون يشاركهم في المخالفة المحافظون الجدد ومن والاهم. وهي تزيد أنه للمرة الأولى في التاريخ البشري يجرؤ محتل على شرعنة جرائمه وإصدار قانون يحرم على من احتلت أرضهم البقاء في أرض أجدادهم. ومن الواضح أن الصهيونيين يرون ان المنتصر في قصة هابيل وقابيل هو القاتل. القارئة تحذر من السكوت على جرائمهم في غزة والضفة حتى لا نبدو مساندين لها. أقول رداً على سؤالها: ما العمل؟ إن لا أحد يسكت، غير إن الحكي وحده لا ينفع، خصوصاً أن حلفاء اسرائيل يسيطرون على وسائل الإعلام الأميركية النافذة وعلى مجلسي الكونغرس اللذين قلت عنهما دائماً إن الكنيست أفضل منهما (وأشكر فدا على الرسالة الخاصة). غالبية القراء اتفقت معي على أن هناك يهوداً يريدون السلام ويمكن عقد سلام معهم، وأختار من آرائهم: - ليست لنا مشكلة مع اليهودية كدين، وإنما مشكلتنا مع من جاء من وراء الأفق محملاً بعقيدة سياسية عنصرية بغيضة، فاحتل أرضنا وقتل أولادنا وشرَّد أهلنا ودنَّس مقدساتنا. - في معركتنا السياسية مع الصهيونية ومن شايعها نرحب بكل مناهضٍ لأكاذيبها، موثقٍ لجرائمها مقيمٍ الحجة عليها، وكثير من هؤلاء يهود يرفض ضميرهم الحر أن يكونوا شهود زور على ممارسات ذاق أسلافهم طعمها المر من قبل. - نسبة اليهود الذين ينتقدون الصهيونية الى عدد اليهود ضئيلة، ومع ذلك يمكننا البناء عليها، على الأقل إعلامياً. - هل استفاد العرب من تلك الأصوات؟ - شهادة الخبير النووي الإسرائيلي فعنونو عن عمل مفاعل ديمونا كانت اشدّ وطأة من كل الكتابات العربية عن القدرة النووية الإسرائيلية. - اليهودي الذي ذكرته ويدعو الى حل الدولة الواحدة هو في رأيي يعرض الحل الوحيد الممكن، وسيجني الشعب الفلسطيني كله فوائد من حل الدولة الواحدة. وتلقيت رسائل كثيرة تعليقاً على المقالات التي كتبتها من أميركا عن دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة وسأتجاوزها اليوم لأنني أتوقع أن يشتد الجدل مع القراء وبينهم عندما أبدأ تلقي رسائلهم عن تقرير غولدستون وإرجاء البحث فيه. وكل ما أقول اليوم إن الرسائل الأولى جميعاً تهاجم أبو مازن والسلطة الوطنية، مع أنني أرى أن العجز يتجاوز السلطة الى العرب والمسلمين والأفريقيين. وكان هناك الذي لامني لأنني ضيعت فرصة تاريخية، وأنا جالس في مقاعد الوفد اللبناني داخل قاعة الجمعية العامة وأمامي بنيامين نتانياهو فلو صفعته على رقبته «لطاولت شعبيتي في العالمين العربي والإسلامي النجوم... متقدماً بأشواط على منتظر الزيدي». أقول «هممت ولم أفعل وكدت وليتني»، وقد شغلني التفكير لو كان له شاربان ودبت فيهما النار هل أبصق عليهما لإطفاء النار. وبالمناسبة عندنا في لبنان عبارة «كف حلاقة»، فيُضرَب الخارج من صالون الحلاق كفَّاً ناعماً على رقبته يرفق بكلمة «نعيماً»، وفي الجبل اسم كف الحلاقة هذا «سحسوح» فاقتضى التنويه. وضاق المجال وهناك رسائل كثيرة عن الأزمة الوزارية اللبنانية المستمرة أختار منها رسالة القارئة هنا نخال فهي تقول إننا قبل سنتين كنا نعيش من دون رئيس جمهورية وكنا بخير (وهذا من دون انتقاص قدر الرئيس ميشال سليمان) ونحن الآن بلا حكومة أصيلة والحمدلله بخير، وأخشى أن تمر علينا سنوات ونصبح بلا برلمان. أوافق القارئة رأيها، وعندما كنت في بيروت قلت للوزراء الذين رأيتهم إنه عندما كانت لدينا حكومة أصيلة نزلت في فندق وحدي بعد ان تبع الاعتصام المقاطعة، ثم جاءت المواجهة بالسلاح، واليوم، ومع حكومة تصريف الأعمال، البلد مزدهر والأمن أفضل، فربما كان الدرس أن من الأفضل للبنان ألا تكون فيه حكومة.