رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس عرضاً أميركياً للشروع في مفاوضات فورية مع اسرائيل حول حدود الدولة الفلسطينية، واشترط لذلك وقف الاستيطان والعودة إلى المفاوضات حول كل قضايا الوضع النهائي من النقطة التي توقفت عندها في عهد الحكومة الاسرائيلية السابقة بقيادة إيهود أولمرت. ووافق عباس على طلب تقدم به المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في لقائهما ليل أول من أمس لإرسال وفد فلسطيني إلى واشنطن، إلى جانب وفد اسرائيلي قريباً. وقال الدكتور صائب عريقات ل «الحياة» إن الوفد الفلسطيني قد يتوجه الى واشنطن في غضون أسبوعين، لكن لن تكون هناك مفاوضات أو لقاءات مع الوفد الاسرائيلي إذا لم تنفذ اسرائيل التزاماتها بموجب «خريطة الطريق» وتوقف الاستيطان، وتقبل التفاوض حول كل قضايا الوضع النهائي بما فيها القدسالمحتلة وقضية اللاجئين. وأظهر الفلسطينيون تشدداً ملحوظاً ازاء العودة الى المفاوضات بعد تداعيات قبول تأجيل عرض تقرير غولدسون الذي يدين اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة، على مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة. وأعاد الجانب الفلسطيني مطالبة مجلس حقوق الانسان بعقد جلسة خاصة لمناقشة التقرير. وقال صائب عريقات إن من المتوقع أن يعقد المجلس جلسة له في غضون أسبوع لمناقشة الطلب الفلسطيني تبني التقرير. وأشار الى أن الجانب الفلسطيني تقدم بهذا الطلب عبر أصدقاء عرب. واضطرت السلطة الفلسطينية الى التراجع عن سحب طلب التأجيل بعد ظهور وتزايد الانتقادات والاحتجاجات على هذا الموقف في الشارع الفلسطيني. ووصلت تداعيات ذلك الى اتفاق المصالحة الوطنية المعروض من مصر، والذي من المقرر أن يوقع في 25 هذا الشهر، إذ طالبت حركة «حماس» بتأجيل التوقيع على خلفية سحب هذا الطلب. وقال الدكتور عريقات إن الرئيس محمود عباس سيتوجه الى القاهرة للتوقيع شخصياً على اتفاق المصالحة في 25 هذا الشهر، داعياً حركة «حماس» إلى «عدم التلكؤ والبحث عن ذرائع للتراجع عن المصالحة». وكان المبعوث الأميركي جورج ميتشل أنهى أمس جولته السادسة في المنطقة من دون تحقيق أي اختراق يقود إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وقال مسؤولون في السلطة إن دعوة ميتشل الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى ارسال وفدين الى واشنطن من أجل مزيد من المحادثات تأتي بسبب عدم نجاحه في حمل اسرائيل على الاستجابة لأي من المطالب الفلسطينية لبدء المفاوضات. وأعلن مسؤولون اسرائيليون أن نتانياهو يدرس تقدم تسهيلات حياتية للفلسطينيين من أجل بدء المفاوضات، الأمر الذي رفضه الجانب الفلسطيني. وكان المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جدد أول من أمس دعم واشنطن للتعايش بين اسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة إثر محادثاته مع نتانياهو وعباس. واستُقبل السيناتور الاميركي السابق أولاً من رئيس الوزراء الاسرائيلي في «مناخ مثمر وبناء». وفي رد فعل على حصول الرئيس الاميركي باراك اوباما على جائزة نوبل للسلام، قال نتانياهو مخاطباً أوباما: «أُعرب (...) عن سروري بالعمل معكم في اطار تعاون وثيق خلال السنوات المقبلة لدفع السلام قدماً وإعطاء الامل لشعوب المنطقة التي تستحق العيش في سلام وأمن وكرامة». وعلى الجانب الفلسطيني، بحث ميتشل مع عباس في «الرؤية المشتركة لدولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة» وهي الرؤية التي يتشاطرها ب "الكامل» مع الرئيس الاميركي. وأضاف ميتشل: «إن الحل الوحيد الواقعي هو أن تترجم آمال المعسكرين الى دولتين تعيشان جنباً الى جنب في سلام وأمن وتضمنان الاستقرار والازدهار للفلسطينيين والاسرائيليين»، مقراً مع ذلك بأنه «لا ينبغي التقليل» من الصعوبات. ميتشل والتقى الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، بحسب مصدر رسمي فلسطيني في رام الله (الضفة الغربية). ولم يصدر أي بيان في ختام هذا اللقاء الذي جرى في مقر القنصلية الاميركية العامة في القدسالغربية. وبحسب الاذاعة الاسرائيلية العامة، التقى ميتشل ليل أمس في القدس اثنين من مستشاري نتانياهو للبحث معهما في تحريك مفاوضات السلام ولو أن مهمته تجري وسط مناخ تشاؤمي. وبحسب مصدر قريب إلى السلطة الفلسطينية، فإن لقاء جديداً قد يعقد مع نتانياهو اليوم الأحد. وكان فياض قدم في آب (اغسطس) الماضي برنامج عمل ينص على اقامة دولة فلسطينية من الآن وحتى عام 2011 من دون انتظار انتهاء المفاوضات مع اسرائيل التي سارعت الى رفض اي اعلان احادي لدولة مماثلة.