عطلة الجمعة العظيمة في لبنان امس، كانت مناسبة امام المرشحين الى الانتخابات النيابية المقبلة، لإطلاق مواقف على خلفية التنافس على المقاعد، من دون ان تتجلى معالم واضحة للوائح انتخابية في دوائر لم تحسم فيها التحالفات. وأكدت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، على هامش اللقاءات التشاورية التي تجريها مع العائلات الصيداوية حول الاستحقاق الانتخابي، ان رئيس الحكومة المرشح الى المقعد السنّي في مدينة صيدا فؤاد السنيورة «ترشح في مدينته بناء لإرادة الناس وليس بناء لإرادة خارجية، والكلام عن أن ترشيح السنيورة هو محاولة إلغاء لأطراف معينة في صيدا الهدف منه التضليل وهو ضد حرية الاختيار، لأن الموقع ليس ملكاً لأي انسان، بل هو يأتي بثقة الناس». واعتبرت الحريري ان «الرئيس السنيورة ابن صيدا ومن حقه أن يترشح عنها وهو موجود منذ فترة طويلة في خط ومشروع اسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويكمله النائب سعد الحريري، ولنا الفخر في أن نكمل معه مشروع بناء الدولة والاستقرار والثوابت الوطنية الأساسية التي هي احترام كل الأطراف في البلد كي نستطيع أن نبني الدولة». وشددت على ان صيدا «لن تكون إلا مدينة العيش المشترك، وبوابة مقاومة اسرائيل». وسألت: «لماذا التهويل ولماذا نضع الناس في جو وكأننا ذاهبون الى حرب؟ الانتخابات ليست حرباً، بل هي حق ديموقراطي لكل مواطن في أن يختار ممثليه، ونحن ننحني لنتائج الاقتراع مهما كانت». واشارت الى ان الرئيس السنيورة «تحمل بعد استشهاد الرئيس الحريري مسؤولية ادارة الدولة في أحلك الظروف وأصعب المحطات، وكان مثالاً في هذا الموضوع، فأحببنا أن يكون الاختيار على قدر ما تستحق المدينة وعلى قدر ما تتوق لأن يمثلها. طبعاً هذا كله برسم الناس». وعما اذا كان ترشيح شخص آخر من تيار «المستقبل» غير الرئيس السنيورة (الدكتور ناصر حمود)، تكتيكاً سياسياً أم أمنياً، اكتفت الحريري بالقول: «الانتخابات لها عدة معينة، والمفروض أن يحتاط الانسان من أي مفاجآت. والخطوات التالية تظهر خلال الأيام المقبلة. وأنني والرئيس السنيورة نعتبر أنفسنا مرشحين في لائحة واحدة عن مدينة صيدا وللناس حرية الاختيار». وعما تردد من انها تبلغت عتباً من «الجماعة الاسلامية» وأنهم اذا لم تلبوا مطالبهم فسيستمرون بالترشح في كل المناطق، قالت: «هذا حقهم، في النهاية هم جهة سياسية تحالفنا معها منذ سنة 1992، وأبقينا على هذا التحالف حتى اليوم. الانتخابات هي محطة، وكل انسان يتقدم للانتخابات يدرس ظروفها، ونحن وجدنا أن حظوظ المعركة أكبر عندما نكون نحن والرئيس السنيورة، لكن نحن ثبتنا المقعد في بيروت عن الدائرة الثالثة لمرشح «الجماعة الاسلامية» الدكتور عماد الحوت، والقضية ليست قضية أعداد، وإنما هي قضية تحالفات وظروف، وهناك حوار على الصعيد المركزي مع سعد الحريري ومع الشيخ ابراهيم المصري ومع المكتب السياسي المركزي، وهم يتوصلون الى نتائج، ونحن مصرون على تحالفنا مع الجماعة الاسلامية». حملة أسامة سعد وفي صيدا ايضاً، أطلق رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد حملة «التيار الوطني الديموقراطي» الانتخابية في احتفال حضره أعضاء الماكينة الانتخابية وممثلون عن احزاب وطنية وإسلامية ومناصرون. وعرض سعد الخصائص التي تميز صيدا «كموقع ودور، والتي حمت المدينة، وحافظت على مصالح أبنائها في مختلف المجالات. غير أن للأسف الشديد هناك من يدعو اليوم، في السر والعلن، إلى تجاهل ميزات هذا الموقع والتنكر لهذا الدور المميز، سائراً عكس ما تفرضه وقائع التاريخ والجغرافيا. ولا يخفى على أحد أن هذا الموقع لا تمكن قيادته وفق سياسة غبية وقصيرة النظر. كما لا يخفى أن لا مصلحة لصيدا في الانعزال عن محيطها أو التنافر معه، ولا في إحداث التوتر داخلها أو مع هذا المحيط. كما لا مصلحة للبنان أو لصيدا في التخلي عن المقاومة ضد الأخطار والمطامع الصهيونية». وأعرب عن ثقته التامة «بوعي أبناء المدينة، وبقدرتهم على إحباط المساعي الهادفة إلى تقزيم دور صيدا»، وأكد «خوض هذه المعركة الانتخابية دفاعاً عن موقع المدينة ودورها، وسنفوز فيها بإذن الله». وتحدث عن الرئيس السنيورة من دون ان يسميه قائلاً: «على امتداد أكثر من 15 سنة استلموا خلالها رئاسة الحكومة ووزارة المالية، لم يبادروا إلى تنفيذ أي مشروع حيوي لتنمية صيدا. وبقيت المدينة تعاني من الإهمال والتهميش»، وقال: «من أوقع الدولة في مستنقع الدين الهائل، ونشر ثقافة الفساد، وعمم ممارسة الهدر، لا يحق له الحديث عن بناء الدولة. ومن يستقوي بالطائفية والمذهبية، ويضعها فوق مصالح الدولة، لا يحق له الحديث عن الدولة وبنائها. أما نحن المواطنين، نحن من يريد الدولة فعلاً لا قولاً فقط. نحن من يدفع الضرائب، ويخضع للأنظمة والقوانين، ونناضل بالوسائل الديموقراطية لكي تصبح دولة الرعاية الاجتماعية والعدالة، لا دولة المزرعة والشركة، ولكي تصبح أيضاً دولة قوية تملك استراتيجية حقيقية للدفاع عن الوطن في مواجهة الخطر الصهيوني». وشدد سعد على ان «أمن المدينة بالنسبة الينا خط أحمر، ولن نسمح لأي كان بالتلاعب به. ولا يخفى على أحد أنه خلال أحداث أيار (مايو) الماضي التي نتجت من الشحن الطائفي والمذهبي كان للتيار الوطني في صيدا الفضل في خنق الفتنة التي كادت تشتعل في المدينة، في مهدها. لذلك نحذر من اللجوء إلى الشحن المذهبي، ونحمل من يلجأ إليه مسؤولية ما قد ينتج منه من أحداث وفتن. فالفتنة أشد من القتل. لعن الله الفتنة ومثيريها». الاعتداءات على «الانتماء» وكشف مؤسس «تيار الانتماء اللبناني» احمد الاسعد في مؤتمر صحافي ان «الاعتداءات التي تستهدف أعضاء التيار ومسؤوليه، تتسارع بوتيرة لافتة»، وقال: «تعودنا في الأشهر المنصرمة على عمليات احراق سيارات مناصرينا كل فترة، وعلى غيرها من أنواع الترهيب ومحاولات التخويف، في مختلف المناطق، لكن الامور باتت تتخذ الآن منحى أكثر خطورة. ففي غضون 24 ساعة، منذ الاحتفال الذي أقمناه للاعلان عن مرشحينا، تم احراق سيارة المسؤول السياسي في الانتماء أحمد حجازي، الذي كان عريف الاحتفال، ثم تعرض عضو أمانة السر في الانتماء عقيل حسين للخطف لمدة ساعتين». اضاف: «حصل هذان الاعتداءان في الضاحية الجنوبية لبيروت، وجميعنا يعرف من هو الطرف الفاعل في الضاحية الجنوبية، ومن يمسك بالأمن هناك، ومن يفرض قانونه في هذه المنطقة: انه «حزب الله» طبعاً». ورأى ان «حزب الله» اليوم، وخصوصاً أمينه العام السيد حسن نصرالله، أمام خيارين: اما أن يقولوا صراحة وعلناً وجهاراً انهم لا يريدون رأياً آخر في الطائفة الشيعية، وبالتالي فليقولوها علناً انهم لا يريدون انتخابات نيابية في مناطق الوجود الشيعي، أو أن يثبتوا، بالفعل لا بالقول، انهم ليسوا ضد الرأي الآخر، ولا ضد التنوع، وذلك من خلال اتخاذ موقف واضح ضد هذه الأعمال، أو اصدار فتوى تدين كل من ينفذ مثل هذه الاعمال». وتخوف من عدم وجود ضمانات لكي يتمكن الناخب من الاقتراع بحرية في 7 حزيران في المناطق ذات الأكثرية الشيعية. وأعلن حزب «الطاشناق» في بيان أن المرشح عن المقعد الانجيلي في دائرة بيروت الثالثة جورج فيكان اشخانيان، زار الحزب والتقى أعضاء اللجنة المركزية، وان الحزب أكد في نهاية اللقاء «أن المقعد الانجيلي في دائرة بيروت الثالثة هو ايضا من حق الانجيليين الارمن. وأكد دعمه لجورج فيكان اشخانيان». كسروان الفتوح وعلمت «الحياة» ان اتفاق المرشحين النائبين السابقين في دائرة كسروان الفتوح منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن على تحالف في وجه اللائحة التي سيتزعمها رئيس «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون يشمل عملية استكمال اللائحة التي ستجمعهما مع المرشحين الآخرين. (لكسروان خمسة مقاعد). وقالت مصادر تحالف البون - الخازن انهما يتريثان في استكمال اللائحة الى أن تظهر ملامح لائحة عون. وأوضحت مصادر محايدة في كسروان أن الترشيحات المستجدة التي حصلت في دائرة كسروان تملي على عون ومنافسيه أن يراجعوا كيفية تشكيل اللوائح. وكان الاتجاه العام هو أن تضم لائحة عون اضافة اليه النواب الحاليين في كتلته الياس فريد الخازن وجيلبيرت زوين ويوسف خليل. وتردد أن المرشح الخامس فيها قد يكون النائب الحالي نعمة الله أبي نصر أو فارس بويز. وقالت المصادر ذاتها إن ترشيح عميد «الكتلة الوطنية» كارلوس إده والزميل شارل أيوب هما الترشيحان اللذان فرضا دراسة عملية تشكيل اللائحتين المتنافستين. وكان النائبان السابقان البون والخازن أعلنا يوم الخميس الماضي من بكركي تشكيل نواة لائحة تضمهما. وقال الخازن: «إننا لن نوفر جهداً في سبيل تنفيذ خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية». «تكتل عون» أما بالنسبة الى تشكيل لائحة المعارضة في دائرة بعبدا، فقد أعلن المرشح عن «التيار الوطني الحر» عن أحد المقاعد المارونية الثلاثة آلن عون ان استكمال اللائحة سيتم في الوقت القريب وأن العمل جار على تحديد الأسماء التي ستضمها. يذكر أن مرشحي التيار هم اضافة الى آلن عون، ناجي غاريوس وشكيب قرطباوي وحكمت ديب وجوزف أبو جودة. وزار مرشحو «لائحة التغيير والاصلاح» («التيار الوطني الحر» بقيادة النائب ميشال عون) في دائرة بيروت الاولى: نائب رئيس الوزراء عصام ابو جمرا، ومسعود الاشقر وغريغوار كالوست وفريج صابونجيان ونقولا صحناوي، النائب السابق ميشال ساسين لشكره على تأييده للائحة. وخاطب أبو جمرا «أهالي الأشرفية والرميل والصيفي» بالقول: «انّ مرشّحي لائحة التغيير سيتعتبرون أنفسهم وكلاء عنهم وسيؤمّنون دائماً مصلحتكم ومصلحة لبنان»، مشدداً على «أنّ الشعب يجب أن يصوّت لخيار التغيير». ورأى المرشح المستقل عن المقعد الماروني في بعبدا ادمون غاريوس أن «على رغم التفاؤل الزائد عند بعض أطراف المعارضة بأن معركتها في بعبدا شبه محسومة، تأتي المعطيات والمؤشرات على الأرض وما وصلت إليه المشاروات والاتصالات في كل فريق لتؤكد أن لا شيء محسوماً في هذه الدائرة وأن معركة بعبدا قد تكون مفاجأة المفاجآت». ولفت في حديث صحافي الى ان المرشح الماروني الثالث على هذه اللائحة هو مرشح «حزب الوطنيين الأحرار» الياس أبو عاصي. وأكد أنه «لا يجب الحديث عن «بلوك» شيعي أو أي «بلوكات» أخرى لأنه في النتيجة الجميع ناخبون ولكلّ شخص رأيه، والعازل والصندوق موجودان ليمارس كل ناخب حقه الديموقراطي».