أجرت وكالة بحوث الفضاء والطيران الأميركية «ناسا» عملية تفجير «مزدوجة» على سطح القمر، هي الأولى من نوعها، في إطار مساعيها للبحث عن مصادر للمياه ضمن السطح الصخري للقمر. وأفاد موقع شبكة «سي أن أن» الالكتروني بأن عملية التفجير بدأت في حوالى الساعة 7:31 من صباح أمس بتوقيت الساحل الأميركي الشرقي، حين قامت مركبة فضائية بإسقاط صاروخ على سطح القمر، تلاه بعد نحو أربع دقائق، سقوط القمر الاصطناعي «LCROSS» الخاص برصد «الفوهات القمرية»، ليرتطم هو الآخر بسطح القمر. ويحدث الصاروخ سحابة كثيفة من الغبار، يقدرها المسؤولون في «ناسا» بنحو 2200 كيلوغرام، بحيث يمكن للقمر LCROSS قياس نسبة المياه في تربة القمر، وإرسال نتائج فورية إلى الأرض، قبل أن يتحطم عند القطب الجنوبي للقمر. وعرضت «ناسا» مشاهد هذا التصادم الفضائي في بث حي، باستخدام التليسكوب الفضائي العملاق «هابل»، نقلته شبكات التلفزيون العالمية، إضافة إلى مئات التليسكوبات والمراصد الفلكية الأخرى في أنحاء العالم، التي أُتيحت أمامها فرصة نادرة لالتقاط صور لهذا الحدث الفريد. وكان فريق من العلماء في وكالة «ناسا» ذكر في وقت سابق للتفجير، أنه توصل إلى دليل على وجود المياه على سطح القمر، بكميات أكبر مما كان يعتقد سابقاً. لكن الكميات المكتشفة ليست كبيرة، كما رجح الفريق أن المياه التي وجدت في المناطق القطبية على سطح القمر، ربما تكون قد تجمعت من مختلف المناطق على سطح القمر. وكان العلماء يعتقدون منذ بدأت مهمة «أبولو» في ستينات القرن الماضي، أن القمر جاف، ولا يحتوي إلا على كميات قليلة جداً من الماء، وذلك بعد أن فحصوا الصخور والأتربة التي جمعتها المهمات المتتالية التي أرسلت إلى القمر. كما توصل العلماء في التسعينات إلى وجود جيوب من الهيدروجين، وتوقعوا في ذلك الوقت اتحاد جزئيات الهيدروجين هذه مع الأوكسجين لتكوين الماء.