عرف أهالي منطقة الباحة وادي العقيق منذ ما يزيد على قرن من الزمان، بأوديته النضرة والصاخبة بالحياة، من خلال شلالات المياه، ومجمع الغدران، وتراكم النباتات والأعشاب على الضفاف، وإطلالة النخيل الباسقة المتراصة على جنبات الوادي بطول يزيد على خمسة أميال، ولم تكن تلك الجنان خالية من البشر بل هي عامرة بأهلها المزارعين والرعاة والتجار وبالوافدين إليها من سراة وتهامة للتبضع والاستجمام والتنزه في رحلات شبابية أو عائلية تمتد عدة أيام. واشتهرت العقيق بمزارع النخيل وإنتاج التمور بنوعيه السري والصفري، إضافة إلى زراعة الفواكه والخضراوات وتأمين ما يزيد على 70 في المئة من استهلاك أهالي وسكان منطقة الباحة عبر سبعة عقود مضت. بدوره، ذهب مصدر مسؤول في مديرية الزراعة في الباحة إلى تحميل المزارعين العابثين بالماء مسؤولية تقلص كميات المياه في محافظة العقيق، لافتاً إلى أن الحفر العشوائي للآبار مدعاة لتسرب الكثير منها من مخازنها الطبيعية، مضيفاً أن حفر البعض آباراً إرتوازية يخل بمنظومة ما يسمى بالدرع العربي للمياه، ،مؤملاً أن تنتهي أزمة الجفاف مع نزول المطر واكتمال مشروع التحلية لمياه الشرب، لافتاً إلى تكليف لجنة معنية بحصر المزارع المتضررة. فيما أوضح مصدر مسؤول في مديرية المياه في الباحة في تصريح إلى «الحياة» أن السحب من سد العقيق توقف مع نهاية شهر رمضان وذلك بسبب جفاف السد، مرجعاً أسباب سحب المياه من العقيق إلى نقص كميات المياه في المنطقة بأكملها وحاجة الأهالي إلى مياه الشرب والاستعمال اليومي، مؤكداً أن توافر مياه التحلية مطلع العام المقبل سيحد من الأزمة، لافتاً إلى أن سقيا البشر أهم عند وزارة المياه من سقيا الشجر.