كابول - أ ف ب، رويترز - شنت حركة «طالبان» أمس، هجومها الانتحاري الثاني خلال أقل من شهر في العاصمة الأفغانية كابول، واستهدفت مقر السفارة الهندية ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً معظمهم مدنيون. ولم تسجل إصابات في صفوف رجال الأمن من حراس السفارة في ظل تعزيز الإجراءات في محيطها بعد نحو سنة على تعرضها لهجوم مماثل أدى الى مقتل 60 شخصاً، وساهم في تأجيج التوتر بين إسلام آباد ونيودلهي التي اتهمت الاستخبارات الباكستانية في حينه بالوقوف وراءه. وإثر الهجوم أمس، أعلنت «طالبان» ان مقاتلاً من عناصرها يُدعى خالد من منطقة باغمان بولاية كابول نفذ العملية الانتحارية أمام السفارة الهندية، علماً ان الحركة نجحت في تنفيذ خمسة اعتداءات انتحارية في كابول الخاضعة لإجراءات أمن مشددة خلال الشهرين الأخيرين. ويؤكد ذلك مواصلة «طالبان» ضغوطها على السلطة عبر ازدياد الخسائر البشرية والعسكرية في الشهور الأخيرة، في وقت تواجه كابول أزمة سياسية ناجمة عن عدم حسم نتائج الانتخابات الرئاسية، بسبب تنامي الشكوك في عمليات تزوير واسعة. ووصف الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الاعتداء أمس بأنه «وحشي»، فيما ندد المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان كاي ايدي باستهداف أبرياء. وكذلك فعلت فرنسا والمفوضية الأوروبية. يأتي ذلك غداة اعلان الحركة أنها رفعت علمها على منطقة كامديش النائية شرق إقليم نورستان المحاذي للحدود مع باكستان، بعد أربعة أيام على تكبيدها القوات الأميركية أسوأ خسائر بشرية خلال اكثر من سنة في المنطقة ذاتها. وفي ولاية لوغار (شرق)، قتلت قوات أفغانية وأجنبية طفلاً وعدداً من المتمردين خلال عملية مشتركة نفّذت ليل الأربعاء - الخميس. وأوضح حلف شمال الأطلسي (ناتو) ان «عناصر القوة المشتركة تعرضوا لإطلاق نار كثيف أمام مجمع سكني، ما دفعهم الى الرد». وأسف الناطق باسم الحلف واين شانكس لسقوط الطفل، علماً ان الأممالمتحدة أعلنت أخيراً مقتل حوالى 1500 مدني هذه السنة، 23 في المئة منهم برصاص القوات الحكومية والأجنبية في مقابل 68 في المئة قتلوا في عمليات المتشددين. وفي باريس، توفي جندي فرنسي متأثراً بجروح كان أصيب بها لدى إلقاء قنبلة يدوية على آلية استقلها في أفغانستان في 4أيلول (سبتمبر) الماضي، وادت الى مقتل جنديين فرنسيين. وفي واشنطن، اعلن الناطق باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان الاخير بحث مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اعادة النظر في الاستراتيجية في افغانستانوباكستان، ما يمهد لاتخاذ قرار في شان ارسال تعزيزات او لا.