قبل ساعات على إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التونسية، خرج مئات الشبان للتظاهر في مدينة الحامة الجنوبية أمس، احتجاجاً على إعلان حملة زعيم حزب «نداء تونس» الباجي قائد السبسي فوز الأخير بفارق مريح على منافسه الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي، وأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأفاد شهود من الحامة، مسقط رأس رئيس حركة «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشي، بأن شباناً أشعلوا إطارات مطاطية في شوارع المدينة، فيما أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز لتفريقهم واعتقلت عدداً منهم. وروى شاهد أن المحتجين حاولوا مهاجمة مركز شرطة لكن قوات الأمن منعتهم وأطلقت قنابل الغاز بكثافة، مضيفاً أن الوضع متوتر جداً. وأغلقت المتاجر أبوابها، ورفع المحتجون لافتات حملت عبارات مناهضة للسبسي، كُتب على إحداها: «لا لعودة الأزلام». من جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، إن «ما بين 300 و400 شخص أشعلوا الإطارات المطاطية في الطرقات، وحاول بعضهم مهاجمة مركز الأمن في الحامة بالحجارة فأبعدتهم قوات الأمن باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع». وأضاف أن «بعض عناصر الأمن أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة». وكان الغنوشي وجّه بُعيد اندلاع الاحتجاجات مساء أول من أمس، «رسالة» الى سكان المنطقة دعاهم فيها إلى الهدوء وإلى «الترفّق بالبلاد والمحافظة على المؤسسات وعلى نهج التوافق». وقال: «أخاطب عقلاء الحامة بالرحم الذي بيننا، أنْ نتّقي الله في هذه البلاد»، داعياً إياهم الى «القبول بالنتائج وتهنئة الفائز» عند إعلان النتائج الرسمية. في غضون ذلك، رحّب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، «بالدور التاريخي» لتونس، وقال في بيان رسمي إن «فرنسا ترحب بحسن سير الانتخابات الرئاسية وتهنئ التونسيين على انتخاب رئيس للجمهورية بالاقتراع العام»، وأضاف أنه «باجتياز هذه المرحلة الكبرى، تؤكد تونس على دورها التاريخي». إلى ذلك، نوّهت الصحف التونسية بالانتخابات الرئاسية «التاريخية» التي شهدتها البلاد، وقالت جريدة «المغرب» اليومية: «يوم أمس أكملت تونس مرحلة من تاريخها السياسي بانتخاب أول رئيس منتخب مباشرةً من الشعب، في انتخابات كل المؤشرات الأوليّة تدل على شفافيتها ونزاهتها». وأضافت: «ذهب التونسيون 3 مرات إلى صندوق الاقتراع في أقل من شهرين، وهي الانتخابات الرابعة في ظرف 3 سنوات فقط. مَن منا كان يتصور في سنة 2010 (قبل إطاحة نظام زين العابدين بن علي) أن نعيش كل هذا، وأن يكون لتصويتنا وزن، وأن نتمكن من اختيار حكامنا ومن إزاحتهم كذلك من دون قطرة دم، ومن دون صراعات تُذكَر؟». وتحت عنوان: «الباجي قائد السبسي رئيساً»، أعربت جريدة «لابريس» اليومية الناطقة بالفرنسية، عن الأمل في أن «تطوي الانتخابات بشكل نهائي صفحة الماضي الدكتاتوري والحزين والمؤلم» الذي عاشته تونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 وحتى إطاحة نظام بن علي في 14 كانون الثاني (يناير) 2011. على صعيد آخر، عثر الجيش التونسي أمس، على جثتي «إرهابيين» قالت وزارة الدفاع إن وحدات عسكرية قتلتهما في وقت سابق في المنطقة العسكرية المغلقة في جبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر. وأعلنت الوزارة في بيان أنه «تم العثور صباح اليوم أثناء عمليات التمشيط في المنطقة العسكرية المغلقة في جبل الشعانبي على جثتي إرهابيين قامت الوحدات العسكرية بالقضاء عليهما في وقت سابق».