هاجم عدد من المهتمين بفن التصوير الضوئي الإجراءات المتّبعة في معرض «ألوان السعودية»، الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار مطلع الأسبوع الماضي واختتم فعالياته أول من أمس، واصفين تنظيمه ب«المسيء» للفن والفنانين، كون الملتقى فعّل الجانب المادي على حساب الثقافة الفنيّة. وطالب عدد من الزوار والمشاركين والعارضين في الملتقى، باعتذار هيئة السياحة على ما اعتبروه إساءة وتقليلاً من شأن الفنون البصرية وروادها، بآلية التنظيم التي تمّت خلال الأيام السبعة التي أقيم خلالها الملتقى، متسائلين عن ادعاء الهيئة دعمها فن التصوير الضوئي، في الوقت الذي تشترط فيه دفع رسوم باهظة في حال الرغبة باستئجار مساحات في الملتقى، إضافة إلى إلزام الزوار بدفع رسوم تبلغ 20 ريالاً لأجل الدخول لليوم الواحد، قبل أن يتم رفع السعر إلى 50 ريالاً. فيما تبلغ قيمة استئجار الأركان على مستوى المصورين والمجموعات الضوئية، 6 آلاف ريال لمساحة صغيرة، بزيادة ألفي ريال عن العام الماضي، و4 آلاف ريال عن العام الذي سبقه، فيما تبلغ قيمة الركن للشركات التجارية 18 ألف ريال في الحد الأدنى لمساحة (6 x 3). واشترطت الجهة المنظمة على المصورين المشاركين والمجموعات الضوئية عدم بيع الصور على الزوار، والاكتفاء بعرضها فقط، على أن تكون جميع الصور مما يعكس صورة التراث في السعودية، إضافة إلى حرمانهم من استقطاب رعاة لأركانهم، على رغم أن معظم المجموعات تعتمد على الجهود الفردية من الناحية المادية وليس لديها دخل ثابت، فيما حددت الجهة المنظّمة مبلغ 200 ريال للراغبين بالحصول على شهادات حضور ورش العمل والمحاضرات المنعقدة على هامش الملتقى. وأوضح محمد الفهد، أنه اعتاد على زيارة المعرض منذ انطلاقته قبل عامين، إلا أنه فوجئ هذا العام باشتراط دفع مبلغ لأجل الدخول. ويضيف: «في المناسبات المشابهة، كمعرض الكتاب مثلاً، لا يتم اشتراط مثل هذه الشروط الغريبة، على رغم أنها تشهد إقبالاً يفوق بمراحل ملتقى (ألوان)، لذلك فالهدف المادي يبدو ظاهراً من خلال هذا الإجراء الذي لا يعكس دعم الفن والفنانين، فهيئة السياحة والآثار ليست في حاجة إلى ال20 أو ال50 ريالاً التي تحصل عليها من الزوار». وعبّر عدد من المصوّرين والزوار عن تذمّرهم من تنظيم الملتقى، عبر حساباتهم الشخصية في «تويتر» و«إنستغرام»، وخصوصاً بعد الفوضى التي شهدها الملتقى الخميس الماضي، واستدعت تدخّل قوات المهمات والواجبات، إذ ذكر المدير العام لشركة «قمرة» المتخصصة بالتصوير عوض الهمزاني، أن الجهة المنظّمة تعاملت بلغة الأرقام التي تفوق قدرات كثير من المصورين والمجموعات المهتمة بالتصوير الضوئي، واصفاً تلك الأرقام ب«الفلكية». وقال: «لم نشارك في العام الماضي وكذلك في هذا العام، لأن المنظمين تجاهلوا ما حدث من ملاحظات في النسخة الأولى من الملتقى، فالأرقام الفلكية التي تم تقديمها لنا للمشاركة في الملتقى كفيلة بافتتاح فرع جديد للشركة أو حتى تأسيس مشروع آخر، فالهدف المادي كان واضحاً في الملتقى عموماً، لدرجة وصلت إلى مشاركة جهات غير معنية بهذا الفن، مثل إحدى شركات الدهانات»، متّهماً الهيئة العامة للسياحة والآثار بأنها تهدف من خلال الملتقى إلى الحصول على أكبر كميّة من الصور التي تعكس التراث والسياحة في المملكة بأسهل الطرق وأرخص الأسعار. في حين اعتبرت مؤسسة موقع «تكوين» للتصوير الضوئي المصوّرة لمياء الرميح ما حدث خلال ملتقى «ألوان 3» من سوء التنظيم يصعب وصفه، مبيّنة أن الملتقى خرج عن هدفه المزعوم بسبب الشركة المنظّمة. وقالت: «الملتقى استقطب بعض الأطفال والمراهقين ممن يُطلق عليهم نجوم «إنستغرام»، الأمر الذي تسبّب في فوضى بالملتقى لوجود زوار غير مهتمين بفن التصوير الضوئي ولا يدركون ماهيته، وإنما أرادوا التصوير مع أولئك الأشخاص، فالملتقى بهذه الصورة خرج من مضمونه الذي كنا ننتظره بسبب التركيز المادي على حساب القيمة الفنية والثقافية، وإن كان سيستمر مستقبلاً بهذا الشكل فإنه لن يحقق أهدافاً إيجابية تخدم البيئة الضوئية والسياحية في المملكة». أما المدرّب ومنظّم ملتقى «فوتوتوكس الكويت» خالد عبدالغفور، فكتب عبر حسابه أنه فوجئ بالتنظيم السيئ للملتقى، مشيراً إلى أنه مُنع من الدخول في اليوم الثالث على رغم شرائه تذكرة الدخول لجميع أيام الملتقى، قبل أن يتدخل أحد المنظّمين ويعالج الموقف. آل الشيخ: التنظيم مميّز.. ولا نستغل المصورين أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة للتسويق والبرامج رئيس اللجنة المنظّمة لملتقى «ألوان 3» حمد آل الشيخ، أن الهيئة أخذت مبادرة نقل صورة الوطن للعالم من خلال أنشطتها وفعالياتها المتنوّعة بما في ذلك ملتقى «ألوان»، مشيراً إلى أن الملتقى أسهم في تعزيز الصورة الثقافية والفنيّة السياحية على مستوى المملكة، واصفاً التنظيم الذي ظهر عليه ب«الرائع» وأنه يعد من أفضل التنظيمات على مستوى المعارض والملتقيات، مبيّناً أن مثل هذا الملتقى يعتبر حراكاً ثقافياً وفنياً يخدم الوطن. وقال آل الشيخ ل«الحياة»: «الملتقى حظي هذا العام بأعداد كبيرة من الزوار، والمساحة المعدّة له لديها طاقة استيعابية محدّدة، الأمر الذي دفعنا إلى إيقاف استقبال المزيد من الزوار الخميس الماضي، كذلك هناك أشخاص يحضرون أكثر من مرّة، في الوقت الذي نسعى فيه إلى فتح المجال لأكبر قدر من الزوار والمهتمين، وانتظار بعض الزوار لفترة من الوقت قبل الدخول لا يعكس سوءاً في التنظيم، وإنما هو لمعالجة التكدّس الذي يكون عليه من الملتقى في الداخل، فالإقبال كان يفوق الطاقة الاستيعابية على رغم توسعنا في المساحة هذا العام، علماً بأننا سنتوسّع أكثر خلال العام المقبل». وأوضح أن الكلفة لم ترتفع هذا العام على مستوى الأركان، وإنما أوقفت الهيئة عملية تحمّل الكلفة التي كانت تقوم بها في العامين الماضيين دعماً للأفراد والمجموعات، لافتاً إلى أن الأسعار لم تتغير، وبعض الأركان تم منحها مجاناً، منوّهاً إلى أن الرسوم التي تم اشتراطها على الزوار تعدّ رمزية مقارنةً برسوم معارض دولية أكثر، مبيّناً أن جزءاً منها يخصص لجمعيات خيرية. وشدّد آل الشيخ على ضرورة منع وجود بعض الأشخاص ممن يُطلق عليهم نجوماً في مواقع التواصل الاجتماعي في النسخة المقبلة من الملتقى، معتبراً أن وجودهم تسبّب في وجود أشخاص غير معنيين بهدف الملتقى، منوّهاً إلى أن وجود هذه الفئة لا يخدم الملتقى، مؤكداً أن الهيئة لم تمنع الأفراد والمجموعات من بيع صورهم ومنتجاتهم، وإنما وضعت تعليمات محددة في هذا الشأن.