بعد مطالبات عدة أبداها مجموعة من المصوّرين والمصوّرات في المملكة بتكثيف الاهتمام الحكومي بفن التصوير الضوئي، جاء ملتقى ومعرض «ألوان السعودية» ليحقّق جزءاً من تلك المطالبات، فعلى رغم إجماع عدد من المصوّرين المشاركين في المعرض على تأخر هذه الخطوة، إلا أنهم اعتبروها خطوة مهمة في طريق إعطاء الاهتمام اللازم لهذا الفن. وأبدى عدد من المشاركين في المعرض تذّمرهم مما اعتبروه «تجاهلاً» من وزارة الثقافة والإعلام لفن التصوير الضوئي، وعدم تفعيل الأنشطة المرتبطة به، وإعطاء الاهتمام لغيره من الفنون الأخرى بشكل أكبر، إذ أكدوا أن الملتقيات الفنيّة الثقافية هي من مسؤولية الوزارة، وليست مسؤولية الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي تنظّم ملتقى «ألوان» للتصوير الضوئي خلال هذه الفترة في الرياض. وأوضح المصوّر غانم الغانم من جناح مجموعة «عكس» الضوئية، أن هذا المعرض أعاد الثقة للمصوّرين السعوديين بأن هناك شيئاً من الاهتمام بهم، مشيراً إلى أن ذلك أسهم في إسعاد الكثير منهم، ودفعهم للمشاركة في فعاليات الملتقى والمعرض. وقال ل«الحياة»: «لأعوام عدة والمصورون والمصورات في المملكة يطالبون بالالتفات إليهم وإلى جهودهم بشكل أكبر، وعلى رغم وجود بعض المحاولات الحكومية مثل تنظيم المسابقات والمعارض، إلا أنها لا تعدّ كافية، فالبيئة الضوئية في المملكة منتعشة، وتحتاج إلى المزيد من الدعم، خصوصاً من وزارة الثقافة والإعلام التي تكتفي في هذا الملتقى بالمشاركة بجناح خاص بها». فيما اعتبرت أن المصوّرة مضاوي الزعير من جناح مجموعة «الراسمون بالضوء»، أن المهتمين بالتصوير الضوئي ينتظرون مثل هذه الملتقيات منذ أعوام لتنشيط الحركة الضوئية في المملكة، وإبراز ما لديهم من أعمال فنيّة أمام الزوار والمهتمين بهذا المجال، مضيفة: «للأسف أن الجهة المعنية بالتصوير تواصل تقصيرها مع المصوّرين والمصوّرات، فما تقوم به من معارض أو مسابقات يعتبر خجولاً جداً، ولا يرقى للمستوى الذي نأمله، واليوم تقوم هيئة السياحة بتنظيم هذا الملتقى لنا، على رغم أن ذلك ليس من مسؤوليتها بشكل مباشر». أما المصوّر نواف العصيمي، فيجد أن إقامة مثل هذه الملتقيات الفنيّة تسهم في رفع الوعي الاجتماعي بأهمية التصوير الضوئي، معتبراً أن الحضور الذي يشهده المعرض يعكس مدى الاهتمام بهذا الفن من أفراد المجتمع. وقال ل«الحياة»: «الوعي الاجتماعي بالتصوير الضوئي في تزايد، فالنظرة التي كان يتعرّض لها الكثير من المصورين بدأت تتلاشى، ومثل هذا المعرض له دور في تعزيز ثقافة التصوير الضوئي، والتأكيد على كونه يشكّل أحد الفنون الجميلة التي تتطلّب الوقوف عندها واحترامها، ولكننا بحاجة إلى تكثيف الجهود من هيئة السياحة ووزارة الثقافة والإعلام لترسيخ هذا المفهوم». من جانبها، اعتبرت المصوّرة بسمة السديري من جناح مجموعة «عين رأت»، أن الملتقى يمثّل خطوة مهمة في سبيل دعم التصوير الضوئي، وفتح المجال أمام المهتمين للاستفادة من محتواه. وذكرت ل«الحياة» أن هذه المناسبات ينتظرها كل مصوّر ومصوّرة، كونها تسهم في التعرّف على تجارب الآخرين، والاستفادة منها لتوظيفها في الأعمال الضوئية، وهذا الملتقى أتاح الفرصة لعدد من مجموعات التصوير في المملكة لتبادل المعارف في ما بينهم، ما يعزّز إبراز فن التصوير الضوئي بشكل أكبر، «ونأمل أن نجد مستقبلاً مثل هذه الملتقيات وعلى نطاق أوسع يتيح لنا التعرّف حتى على التجارب العالمية في هذا المجال». وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث باسم وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام الدكتور محمد عابس، للتعليق على ما أبداه المصوّرون من تذمّر تجاه الوزارة، إلا أنه لم يرد على الاتصالات الواردة إليه. يذكر أن ملتقى «ألوان السعودية» تشارك فيه 40 مجموعة ضوئية وشركات مهتمة بالتصوير الضوئي، إلى جانب جهات حكومية عدة.