احتفالاً بمناسبة افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي فجرت مفاهيم ومبادئ علمية مستمدة من مضامين خارجة عن المألوف في الأنظمة الرقمية والتكنولوجية في فلسفة غير مسبوقة لم تألفها الجامعات السعودية والعربية إذ تقوم فلسفتها على محاور اجتماعية واسعة من بيئة الجامعة المفتوحة وتأصيل الصداقة بين الشعوب، التي اختزلت في رموز شعارها الذي يدعم جوهر هويتها المرئية الجديد من خلال الألوان الأربعة والمسارات المتقاطعة معها، على أنها مصدر إلهام لإشراق فجر عصر جديد من الإنجاز العلمي القائم على محور إطلاق المواهب المتنوعة التي تعمل جاهدة لحل القضايا الصعبة التي تمثل تحدياً للعلم والمجتمع العالمي، إضافة إلى كونها مرفأً للتبادل العالمي للأفكار يتمكن فيه العلماء والمهندسون والباحثون من تجاوز محيط ميادين تخصصاتهم. ويتكون الشعار من أربعة بذور تمثل المعاهد الأربعة التي تؤسس الجامعة والعقول الفذة التي اجتمعت من مختلف الثقافات والتخصصات للعمل معاً من أجل رفعة العلم وارتقاء المجتمع، وقد اختيرت لها أربعة ألوان ترمز إلى «التفاؤل» باعتباره يجسد روح التعاون وحب العقل الذي يلهم الجامعة ويدفعها قُدماً إلى الأمام، وترتبط هذه الألوان بأعمدة ومسارات دائرية لتمثل ترابط واتصال بذور «الوحدة» الأربعة بألوانها التي توحي بالتفاؤل، كما تضمن الشعار مبدأ «الوضوح» المعبر عنه في العدسة التي توحي بعنصر التركيز في بيئة الجامعة المفتوحة، إذ يستطيع المرء التفكير بوضوح والدراسة بحرية، والنظر إلى أشد قضايا العالم تعقيداً من خلال ضوء العقل الواضح، علاوة عن تبني فكر «التغيير» الذي يتجسد في دور مجموعة الجامعة في خلق بيئة مناسبة ومنافسة للتغيير وإطلاق قدرات العقل للإبداع. وعلى صعيد الحرم الجامعي فإنه لن يكون مشابهاً لأي جامعة أخرى، ويتجاوز المكان الذي يقيم فيه الأكاديميون وأسرهم فقط، وإنما سيكون مجتمعاً كاملاً يوفر لكل قاطنيه أسباب الحياة الكريمة ومقوماتها. ويمتاز تصميم الجامعة بكونه مزيجاً مميزاً من فنون العمارة العربية والإسلامية التقليدية والطرق والمرافق المعاصرة، وسيعيد تصميم المباني إلى الأذهان، صورة مؤسسات التعليم التاريخية، بيد أنه يضعها في إطار معاصر يشمل مرافق للعلوم والهندسة تستخدم فيها أحدث أساليب وأدوات التقنية المتطورة، فضلاً عن هذا فإن الحرم الجامعي كله يصمم بحيث يكون صديقاً للبيئة من جهة وذا طابع جمالي رفيعٍ من جهة أخرى. وفي السياق ذاته فكلنا يذكر الندوة التي استضافتها مدينة الظهران في (تشرين الأول) أكتوبر عام 2007، حين البدء في الخطوات الحقيقية لبنائها، إذ استقطبت الندوة شعار «الجيل التالي للبنية التحتية الافتراضية، بمشاركة 17 من نخبة من الكوادر من الأكاديميين والصناعيين والجامعات في العالم ممن تمكنوا من استنتاج نظريات ومعارف علمية أحدثت ثورة في البحوث والدراسات في القرن ال21، لوضع تصوراتهم واستشفاف النظرة المستقبلية للقطاعات التطويرية في المملكة لعام 2020، ووضع الأطر الجزئية لخطة العلوم والتكنولوجيا. الوكيل المكلف لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور احمد الخويطر، يرى أن استقطاب نخبة من الكوادر من الأكاديميين والصناعيين والجامعات في العالم، قد أكسبت الجامعة البعد الدولي التي طرحت توجه مسار الفكر العالمي للبحوث العلمية، ووضع التصور للبنية التحتية التقنية، والمتوقع أن تكون الأكبر على مستوى العالم، إذ إن حداثتها تمنحها فرصة تجهيز أفضل وسائط التقنية الحديثة التي توازي الجامعات العالمية بل وتتفوق عليها، مع إمكان ربطها بشبكات التقنية المتخصصة، وسعيها في خطه عملها الاستراتيجية المستقبلية التي تمتد إلى ما يفكر به العالم في بحوث التقنية بعد 15 عاماً. رئيس جامعة واشنطن للتقنية رونالد جونسون نائب، يتمنى بأن تحافظ الجامعة على جراءتها، وفي الوقت ذاته بأن تحاول أن تركز على قضايا محددة، لأن النجاح يكمن في التركيز والتجديد من دون التقليد. نائب رئيس أبحاث الشركات ورئيس التطوير المعماري في «SAP AG» لوتز هايسير، يرى أن اهتمام الجامعة بعلوم «الانترنت» في ظل توجه العالم إلى القطاع الخدماتي وما له من إبعاد مستقبلية، التي نتوقع لها ألا تشبه جامعة أخرى في العالم، خصوصاً في ظل وجود المقومات الايجابية من عناصر التكوين وتهيئة المناخ المناسب لها والدعم المالي. ويعتبر لورنس روبرتس قاد الفريق الذي صمم وطور شبكة وكالة المشاريع المتقدمة، وهي أول مجموعة شبكة كمبيوتر رئيسة في العالم، أن «الانترنت» استطاع تغيير طبيعة حياة المجتمعات، وأن التحديات التي تواجه الجامعة كثيرة، خصوصاً الحاجة إلى الدعم المتكامل من شركات التقنية والقطاعات الحكومية والصناع والذين يقدمون دعمهم لقطاع البحوث والتطوير. وأوضح مدير التقنية بموقع أمازون ويرنر فوجيلز، بأننا اليوم نجتمع معاً لتطوير جامعة صديقة، وقد نسينا أننا متنافسون عملياً وهذا جمال روح الأكاديميين، ولكننا قد نتحول إلى منافسين في المستقبل. [email protected]