أعلن تنظيم «المرابطون» الذي يتزعمه الجزائري مختار بلمختار القريب من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، أن عملية «الموقعون بالدماء» التي نُفذت ضد منشأة «عين أميناس» للغاز في «تيقنتورين» في قلب الصحراء الجزائرية قرب الحدود مع ليبيا، شكلت «الرد القوي والفاضح لممارسات هذه الشركات الغربية في المنطقة». وذكر تقرير نُسِب ل «المرابطون» أن عملية «تيقنتورين» التي جرت في 16 كانون الثاني (يناير) 2013 وقُتل فيها عدد كبير من الرهائن الغربيين «أتت مباشرة بعد الغزو الفرنسي الجديد لتكشف عودة مستعمر الأمس، ولكن بأسلوب جديد». واعتبر بلمختار في التقرير أن العملية «شكلت منعطفاً جديداً في أساليب الحرب التي اعتمدها المجاهدون في اختيار الهدف وقوة الهجوم مكاناً وتوقيتاً»، لافتاً في تقرير نشرته وكالة الأخبار الموريتانية الخاصة للأنباء إلى أنها أعطت «انطباعاً عن الجاهزية الكبيرة للمجاهدين والتقديرات المبنية على استعلامات ناجحة، وأثبتت في المقابل فشل كل أجهزة النظام (الجزائري) العسكرية الاستخباراتية في كشف أي من مراحل العملية، بل وحتى من صد الهجوم على رغم حالة الاستنفار الأمني التي كانت تشهدها المنطقة». وأشار بلمختار، الذي تعتقد أجهزة الاستخبارات الجزائرية أنه متواجد في الصحراء الليبية، إلى أن هيئة التنظيم العسكرية قررت «تجسيد العملية في شريط فيديو، قبل أن يقتل المسؤول الإعلامي المكلَّف بالمشروع، ما أدى إلى تعطيل هذا العمل موقتاً». وأكد بلمختار أن جماعته اعتمدت «أسلوباً توثيقياً (في الدراسة) مع نوع من الطرح العسكري المجرد من التعليقات الهامشية، اللهم إلا بعض الردود القصيرة إما في مسائل المشروعية أو رد بعض الاتهامات والمزايدات المعروفة في الحروب الإعلامية». على صعيد آخر، فرضت قوات الأمن الجزائرية تدابير أمنية جديدة بالتعاون مع وكالات سياحية تسعى إلى تنظيم احتفالات رأس السنة لسياح أجانب في مواقع صحراوية معروفة في ولايتي تمنراست وإليزي. ونُقل عن مصدر أمني أن الجزائر جددت التحذير الذي يشمل جبال الطاسيلي أزجر والهقار في منطقة الأسكرام (تسميات طارقية)، التي يقصدها آلاف السياح الغربيين سنوياً للاحتفال بأعياد رأس السنة، إذ تعتقد أن تنظيمات إرهابية وضعت خططاً لتنفيذ عمليات داخل الجزائر. ومن ضمن الإجراءات الجديدة: إلزام الوكالات السياحية بضرورة التبليغ بقائمة المسافرين، والتبليغ مسبقاً عن خطط الرحلات والتنقل وهوية الدليل (غالباً ما يكون من الطوارق) الذي تعتمده الشركات للسياح.