يتركز اهتمام بعض الموظفات، وبخاصة المعلمات والممرضات، على إيجاد وسيلة ما، تجنبهن الابتعاد عن الأماكن المزدحمة في أماكن عملهن، خوفاً من عدوى مرض «أنفلونزا الخنازير»، إلا أن ظروف العمل تجبر العديد منهن على الوجود في تلك الأماكن، خوفاً من اتهامهن ب»الإهمال والتقصير، وقد يصل الأمر إلى المساءلة القانوينة عن ذلك»، يتزامن هذا مع رفض العديد منهن حضور دورات توعوية بالمرض، تقيمها وزارتا «الصحة» والتربية والتعليم، للتعريف بالمرض، وبث معلومات كافية عنه، كما يرفضن المشاركة في إلقاء محاضرات، وفق ما خططت لو الوزارتان، حتى يتجنبن الازدحام في أماكن تجمع المستفيدات من تلك المحاضرات». وتسرد العديد من الممرضات أسباب رفضهن تقديم دورات أو محاضرات، رغم إلزامهن بها من جانب الأقسام التي يعملن بها، وفق قرارات وزارة الصحة. وتوضح الممرضة عفاف الرشيد، التي تعمل في أحد المستشفيات الحكومية في المنطقة، المصاعب التي تواجهها، وتحول دون الخروج للمدارس الأسبوع المقبل، لتقديم دورة للتربويات «أنا حامل وفي الشهر الخامس، وأتخوف من عدوى مرض أنفلونزا الخنازير، لأن الحوامل لا علاج لهن في حال الإصابة بهذا المرض، وهن معرضات للوفاة بنسبة عالية، لعدم قدرتهن على أخذ مضاد «التاميفلو» وبعض المضادات الأخرى»، مشيرة إلى أنها وبعض زميلاتها من فئة الحوامل «حاولنا مخاطبة رئيس القسم، لمراعاة ظروفنا، إلا أننا لم نجد تجاوباً بحجة أن العمل يتطلب ذلك»، مؤكدة «لازلت أرفض، وأصر على الرفض»، موضحة «في المستشفى نتخذ الاحتياطات اللازمة كافة، من طرق وقاية وإجراءات احترازية، سواء بوضع الكمامة أو القفازات، وعدم ملامسة الأسطح والابتعاد عن أماكن تجمع المرضى والموظفين وغيرها من الأمور المهمة، لأن الوقاية هي خير من العلاج»، مضيفة «استقبلنا العديد للكشف عن حالات الأنفلونزا لديهم، سواء أنفلونزا الخنازير أو الأنفلونزا العادية، إلا انني لم أشعر بالمخاوف بسبب الوقاية والإجراءات المتبعة، وابتعادي عن التجمعات، أما إجباري على الخروج ميدانياً لأعرض نفسي للخطر، فهنا تكمن المشكلة الحقيقية، لأن الأعداد المطلوب توعيتها ليست قليلة وسنضطر إلى المخالطة». وينطبق الأمر على العاملات في قطاع التعليم، حيث ترى المشرفة التربوية حليمة البسام أن «ظروف العاملات الحوامل صعبة في ظل الأزمة الصحية، فتوفير الاحتياطات كافة أفضل من الوقوع في الخطر»، موضحة أن «العديد من المعلمات الحوامل طالبن إدارتهن بعدم رغبتهن في حضور المحاضرات والدورات وورش العمل للتعريف والوقاية من هذا المرض، ولازالت مطالبتهن قيد النظر بمكاتب التربية والتعليم، وبحسب رد الإدارة العامة لتعليم البنات في المنطقة، ولازال الأمر معلقاً ولم يتم حسمه». وتبين المعلمة أسماء المريخي، المخاطر الصحية التي قد تقع على الموظفة التي لديها مشكلة صحية «الأمر لا ينطبق على الحوامل فقط فهناك بعض المعلمات مصابات بأمراض تنفسية، ويعانين من مشكلات مرضية لها تأثير على حياتهن، فلابد من مراعاة ظروف الجميع، سواء الحامل أو من لديها أزمة صحية، تثبتها عبر تقارير طبية، لعدم حضورها دورات ومحاضرات وابتعادها عن كل خطر يهدد حياتها».