كابول – رويترز، أ ف ب - هاجمت قوات افغانية واجنبية أمس مجموعة من مقاتلي حركة «طالبان» في اقليم نورستان (شرق) النائي، حيث قتل المتشددون جنديين افغانيين وثمانية جنود أميركيين السبت الماضي، في الاعتداء الأكثر دموية على القوات الأميركية منذ تموز (يوليو) 2008. واوضح جمال الدين بدر، حاكم نورستان، ان القوات الأفغانية والأجنبية حاصرت مجموعة من مقاتلي الحركة في منطقة كامديش بالاقليم، لكنه لم يدل بأية معلومات عن مصير 13 شرطياً بينهم ضابط مفقودين في المنطقة، في وقت تزعم الحركة انها تحتجز 35 شرطياً. وشنت «طالبان» الهجوم الذي استخدمت فيه قذائف صاروخية ومدافع رشاشة وبنادق، بالتزامن مع انسحاب القوات الاجنبية من موقعين في المنطقة النائية، في اطار الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدها الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الاميركية وقوات الحلف الاطلسي (ناتو) للتركيز على المناطق الآهلة بالسكان. وأكدت قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي إن ميليشيا من مسجد محلي وقرية قريبة شنت الهجمات على موقعين مشتركين للقوات الافغانية وقوات الحلف باستخدام قذائف صاروخية ومدافع رشاشة وبنادق. في غضون ذلك، اعلن الحلف الاطلسي وفاة اثنين من جنوده نتيجة جروح اصيبا بها في هجومين جنوبافغانستان. كما توفي جندي الماني متأثراً بجروح اصيب بها في هجوم استهدف دورية انضم اليها قرب قندوز (شمال) في 6 آب (اغسطس) 2008، واسفرت ايضاً عن جرح اثنين من رفاقه. ورفع ذلك الى 36 عدد قتلى الجيش الالماني في افغانستان منذ عام 2001، علماً ان المانيا تنشر حوالى 4200 جندي في افغانستان حالياً. على صعيد آخر، أعلن مسؤولون اميركيون ان الشرطة الافغانية تعاني من نقص في التدريب والمعدات والمشرفين، «ما يعرقل جهود تسليمها مسؤولية الأمن الداخلي». واشاروا الى ان انتشار المخدرات والانقسامات القبلية والفساد وارتفاع نسبة الاستقالات يزيد صعوبة الجهود لبناء قوة تتمتع بصدقية وتستطيع حماية الشعب من «طالبان» ومكافحة الجرائم. وقال مدربون اميركيون يشرفون على تدريب 47 شرطياً افغانياً جديداً في قرية غولستان باقليم فرح (غرب) انه «على رغم حماسة بعض العناصر الجدد واهليتهم، الا ان عملية صقل المهارات تستغرق وقتاً، بينما الحاجة ملحة على الارض مع تزايد وتيرة هجمات «طالبان». وارتفع عدد عناصر الشرطة الافغانية الى 68 الفاً منذ عام 2001، حين اطاحت قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظام «طالبان». ويتوقع ان يزيد الى 86 الفاً بفضل مساعدة مخصصة لتنمية الشرطة مقدارها 10 بلايين دولار. لكن القلق يزداد من ان المشروع لا ينجح، وسط مخاوف من ان انعدام الأمن يعرقل اقامة مشاريع تنمية ذات ضرورة ملحة. ويواجه المدربون مشاكل تعاطي رجال الشرطة الافيون، وتفشي الفساد في صفوفهم ما احبط اندفاع بعض العناصر الجدد. ويقبض الشرطيون غالباً ثلثي راتبهم الشهري ومقداره 9 الاف افغاني (180 دولاراً) اما الباقي فيجري اختلاسه. كما يعانون باستمرار من النقص في الغذاء والوقود.