برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بدأت في الرياض أمس (الثلثاء) أعمال «المؤتمر الدولي السادس للموارد المائية والبيئة الجافة 2014»، الذي تنظمه جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، وتشارك في تنظيمه جامعة الملك سعود، ممثلة بمعهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، ووزارة المياه والكهرباء. وقال رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز لدى افتتاحه المؤتمر، في حضور عدد من الأمراء والمسؤولين ومدير جامعة الملك سعود بدران العمر ورئيس مجلس المياه العربي محمود أبوزيد، إن «الإرهاب لا يزال يرتع في كل مكان، ولا توجد دولة واحدة في منجى منه». (للمزيد) وأضاف أن: «الإرهاب الأسود» اقتحم المجال الاقتصادي، وأضحى يسيطر على آبار نفط، وخطوط إمداد، وسدود مائية. وحذّر من أن «الكارثة المائية تقرع أبواب الدول العربية، وقد حانت ساعة العمل لوقفها». ودعا إلى عدم الاستسلام للإرهاب السياسي والاقتصادي والمجتمعي. وأشار الأمير خالد بن سلطان إلى أن المجال الاجتماعي لم ينج من براثن الإرهاب: «دولٌ بلا رئاسة أو قيادة، وأخرى انقسمت إلى دويلات وميليشيات، ودول على شفا حرب أهلية. فُقد الأمن الاجتماعي، وعاد الزمن إلى عصور سحيقة مظلمة، فالنساء تُغتصب وتُسْبى باسم الشريعة، والفتيات والفتيان يباعون جواري وعبيداً، والأطفال يختطفون إلى معسكرات يُربَّون على غلظة القلب وقسوته، والقتل على الهوية أو المعتقد جائز، بل واجب شرعي، والكلّ يتمسح بالإسلام العظيم، وشريعته السمحاء، وهو منهم براء». وقال: علينا مواجهة الواقع في صدق وصراحة، عند تحديد الاستراتيجيات ورسم السياسات ووضع الخطط. فلا أمنَ غذائيّاً من دون أمنٍ مائيٍّ، ولا أمنَ مائيّاً من دون أمنٍ اقتصاديٍّ، ولا أمنَ اقتصاديّاً من دون أمنٍ سياسيٍّ واستقرار مجتمعي. أمّا عن أمن الطاقة وأمن البيئة، فإنهما يتعلقان بأذيال ذلك الأمن السياسي؛ وما يجري في الموصل وحلب وبنغازي وصنعاء والحُديدة ليس ببعيد». وأضاف الأمير خالد بن سلطان أن «علينا ألّا نستسلم إلى واقع الحال من إرهاب سياسي واقتصادي ومجتمعي، ولا نقف موقف المتفرج؛ فالأمل، في نصر الله، لا يزال موجوداً، والثقة بأبناء الشعوب العربية قائمة غير مهزوزة». ودعا إلى «اتِّباع الأسلوب العلمي الصحيح، في التفكير والتخطيط والتنفيذ في ظلِّ استراتيجية نحددها، ورؤية نبتكرها، وسياسات عادلة نلتزمها»، وتحديد التحديات المائية الحقيقية القائمة تحديداً دقيقاً، في ظلِّ ما هو كائن، وليس في ظلِّ ما ينبغي أن يكون». وطالب ب«الوقوف على أسباب المشاكل المائية، تفصيلاً، سواء الطبيعية منها، أو الناجمة عن سلوك البشر». ونادى الأمير خالد بن سلطان بضرورة «الاستخدام الكامل الواعي للتقنية الحديثة، والإبداع، والبحث العلمي، عند اقتراح البدائل والحلول غير التقليدية والتوصيات البنَّاءة، بواقعية وشفافية مع وجوب احتواء تلك الحلول على خطط تنفيذها وآلياتها وأدوار كلِّ دولة فيها». إلى جانب الاستعانة بالخبراء والمتخصصين الثقات في كلِّ مجالٍ». وتساءل رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه: «لماذا لا نبالي في بداية كلِّ حدثٍ، ونتكاسل عن اتخاذ الإجراءات الواجبة حتى تتفاقم الكارثة؟ لماذا لا نخطط للمستقبل، كما يفعل غيرنا، بناءً وتطويراً وتوقعاً»؟ واقترح الأمير خالد بن سلطان أن يدرس الوزراء المعنيون «تقرير التنمية المائية ألفَيْن وأربعة عشر»، الصادر من الأممالمتحدة؛ لأهميته في التحليل الدقيق للعلاقة بين المياه والطاقة في الدول كافة؛ فضلاً عن الإحصاءات المخيفة، التي تتناول هذه العلاقة، وتستقرئُ المتوقع حدوثه، كما تعرض البدائل البناءة. وحذّر من أن «حلَّ أزمات المياهِ لا يُمْكِنُ أَنْ ينْجَحَ، بمعزلٍ عن حلِّ مشكلات الغذاء والطاقة والبيئة؛ وضرورة التعاونَ الوثيقَ بَيْنَ القائمينَ عَلَى شؤونها، تحقيقاً للتنميةِ الشاملة المستدامةِ».