رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مساء أمس حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها السادسة في فندق الفيصلية بمدينة الرياض. ولدى وصول سمو ولي العهد مقر الحفل بقاعة الأمير سلطان الكبرى يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز ، كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ومعالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصيّن، ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر ، والأمين العام للجائزة الدكتور عبدالملك آل الشيخ، ثم عزف السلام الملكي . بعدها صافح سموه الفائزين بالجائزة، مهنئاً إياهم بفوز أبحاثهم، متمنيا لهم التوفيق، كما التقطت الصور التذكارية لسموه مع الفائزين بهذه المناسبة، وبعد أن أخذ سمو ولي العهد مكانه في المنصة الرئيسة، بُدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم . ثم ألقى الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة رحب فيها بتشريف سمو ولي العهد حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، وقال: " نحتفل اليوم بتسليم الجائزة للفائزين بها، في دورتها السادسة، وتبدأ حفلتنا مرحبين بالحضور ، مهنئين الفائزين بالجوائز التخصصية الأربع، وكذلك - وللمرة الأولى - الفائزين بجائزة الابتكار ، التي تمنح لكل عمل مبدع أصيل، ذي جدوى اقتصادية، وقابل للتطبيق، وملائم للبيئة . آملين بذل المزيد من الجهد في التنافس الشريف في موضوعات الجائزة ، في دورتها المقبلة، مساهمة في حل جزء من الأزمة المائية، التي تواجهها البشرية". وأضاف : "إن الحلول ، التي سبق طرحها في مناسبات مائية عديدة، ومنها، ضرورة اتباع منهج الإدارة المعرفية المتكاملة للمياه، وأهمية اعتماد الحوكمة العالمية المالية العادلة، ومكافحة الفساد المائي، وتسخير التقنية خدمة للأهداف الإنمائية. فضلاً عن ترشيد السلوك المائي، ومراعاة الارتباط الوثيق للمياه بالغذاء والطاقة والبيئة ، دراسة وتحليلاً - كل ذلك لم يعد اختياراً أو ترفاً ، بل أضحى واجباً على دول العالم أداؤه ، ويلزمها المزيد من التعاون الصادق ، والإصرار والعزم على حل تلك المعضلات المائية وليس تسويفها ، مع أهمية البعد عن الأنانية والابتزاز المائي " . وأكد أن موارد المياه العذبة كانت ، وستظل ، شحيحة ومهددة ، وتتقلص على نحو خطر ، فالأعداد المتزايدة من السكان تحتاج إلى المزيد من الموارد للشرب والصحة العامة ، والصناعة وإنتاج الغذاء، فضلاً عن أن التغير المناخي يسهم في زيادة فترات الجفاف. كل هذا ينذر بازدياد خطر النكبة المائية، لأن الطلب العالمي عليها سيفوق الإمدادات الحالية بنسبة قد لا تقل عن 40 بالمائة بحلول العام ألفين وثلاثين ، ما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي ، وتعويق للنمو الاقتصادي وتعريض لأسواق الغذاء العالمية للخطر . وقال سموه : "إن ثمة خطراً أدهى وأمر من كل ما ذكر من أخطار ، ألا وهو الإرهاب المائي البيولوجي، فالإرهاب لم يتوقف، ولم يستسلم، بل ينتشر ويستشري، والعالم كله - بلا استثناء - يستشعر خطره ودمويته ، مع احتمال أن يغير إستراتيجيته، بتدمير لمحطات التحلية, أو تسميم للأنهار والأنابيب، والآبار والمياه الجوفية ، أو إغراق للأراضي والبلدان. وما أحداث سد الموصل منا ببعيد، وحتى لا تأخذنا المفاجأة ، وتقع الكارثة ، فعلى باحثينا وعلمائنا اتخاذ كل تقنية فاعلة قادرة على وقايتنا من شر تلك الكوارث ، فالإرهاب لا يراعي حداً ، ولا يتقي رباً ". إن الأصوات التي تحذر من اندلاع الحروب المستقبلية بسبب المياه ، طمعاً أو هيمنة أو قرصنة، لم تعد أمراً جديداً ، هو : الصراع ، الذي قد يطاول الموارد الأساسية الثلاث : الطاقة والماء والغذاء ، ما قد يفجر حرباً في أي لحظة ، تسمى حرب الموارد . فنفقات الغذاء والطاقة ، تتزايد بمعدل غير معهود ، والمياه تشح بمعدل غير مسبوق. عقب ذلك ألقى أمين عام الجائزة الدكتور عبدالملك آل الشيخ، كلمة أعرب في مستهلها عن شكره لسمو ولي العهد على تفضله برعاية وتشريف حفل تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها السادسة، داعيا الله - سبحانه وتعالى - أن يتغمد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته على ما قدمه من أعمال خيرة بقيت بعد رحيله. وأفاد بأن الجائزة حصلت مؤخراً على اعتراف وتقدير العديد من المنظمات الدولية كمؤسسة دولية مستقلة غير حكومية، وأصبحت تحمل صفة استشاري خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لهيئة الأممالمتحدة في نيويورك بعد أن حصلت على صفة العضو المراقب لدى لجنة الأممالمتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية في فيينا بالنمسا. وفي ختام الحفل تسلم الأمير سلمان بن عبدالعزيز درعاً بهذه المناسبة من مدير الجامعة الدكتور بدران العمر، ثم عزف السلام الملكي، بعد ذلك غادر سمو ولي العهد مقر الحفل مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. .. ويسلم إحدى الفائزات جائزتها