توقع مصدر سياسي بارز مواكب للاتصالات من أجل تأليف الحكومة الجديدة أن تشهد التشكيلة الحكومية التي تقدم بها الرئيس المكلف سعد الحريري في 7 أيلول (سبتمبر) الماضي والتي اعتذر عن عدم مواصلة مهمته بعد رفضها من قبل المعارضة، تغييرات تتعلق بأسماء الوزراء الذين تضمنتهم، بناء للاتصالات التي يجريها خلال الأيام المقبلة، والتي تتناول الحقائب والأسماء، مرجحاً أن يكون التغيير في توزيع الحقائب طفيفاً.وإذ قال المصدر نفسه أن الحريري بدأ استمزاج الفرقاء حول الأسماء التي يقترحونها لتمثيلهم في الحكومة العتيدة، بلقائه ليل أول من أمس مع مساعد الأمين العام ل «حزب الله» الحاج حسين الخليل، ذكر أن الحزب لم يحدد بعد أسماء الوزراء الذين يرغب في أن يمثلوه في التشكيلة الجديدة، خصوصاً أن قيادته كانت تحدثت عن رغبة في إجراء تعديل على إسمي الوزيرين اللذين وردا في تشكيلة الحريري. ووعد الحزب بتقديم الإسمين اللذين يقترحهما لاحقاً. وأشار المصدر الى أن تغييرات في أسماء الوزراء ستطرأ على تلك التي تمثل الحزب وحركة «أمل» و «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون وتيار «المستقبل». وقال المصدر إنه على رغم أن تحديد أسماء الوزراء الذين سيمثلون «تكتل التغيير والإصلاح» بزعامة عون ينتظر لقاءه بالحريري، في ظل الأجواء الإيجابية التي سادت بينهما حتى الآن، فإن التوافق بينهما على معايير تشكيل الحكومة واختيار الأسماء وإذا كانت ستشمل اعتماد معيار عدم توزير الراسبين، سيحسم التبديل في أسماء وزراء التكتل ومسألة القبول بتوزير الوزير جبران باسيل أم لا. لكن المصدر لم يستبعد أن يتمسك عون بتوزير باسيل من ضمن الحل الوسط الذي يجري الحديث عنه لإزالة العقد أمام التأليف، لكن من دون إسناد حقيبة الاتصالات إليه، ما يرجح إسنادها الى أحد الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أو الى أحد الوزراء المحسوبين على الحريري. وقال المصدر إن هذا يفرض تغييراً في الحقائب يقود الى استعادة كتلة «اللقاء النيابي الديموقراطي» بزعامة وليد جنبلاط حقيبة الأشغال بعدما كانت تشكيلة الحريري السابقة أسندت الاتصالات الى الوزير غازي العريضي. ويفترض أن يحسم العماد عون، وفق أوساط في المعارضة، مسألة تمثيل الوزير طلال أرسلان شخصياً في الحكومة أو عبر نائبه في «الحزب الديموقراطي» مروان أبو فاضل، إذ أن أرسلان عاد للمطالبة بمقعد وزاري من ضمن حصة المعارضة وتحديداً تكتل التغيير الذي يضمه والكتلة النيابية التي يترأسها وهي من 4 نواب. على صعيد آخر، استبعدت مصادر واسعة الاطلاع على اتصالات التأليف أن يتم إنجاز الحكومة قبل منتصف الأسبوع المقبل، أي قبل الموعد المفترض للزيارة المنتظرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدمشق، في ظل توقعات لرموز في المعارضة بأن تستغرق عملية التأليف أسبوعاً أو 10 أيام، على رغم أن الاتصالات واللقاءات التي يجريها الرئيس المكلف ستفضي الى توضيح صيغة الحكومة خلال اليومين المقبلين، لكنها ستحتاج الى المزيد من الجهود لتأمين التوافق عليها. وقالت المصادر الواسعة الاطلاع ل «الحياة» أن المعطيات تفيد أن قيام الرئيس الحريري بزيارة دمشق أثناء القمة غير مطروح على رغم ما تردد عن إمكان دعوته الى دمشق أثناء وجود الملك عبدالله فيها، ما يعني أن زيارته للعاصمة السورية ستترك الى ما بعد تأليف الحكومة وبصيغة قمة لبنانية – سورية. على صعيد آخر اجتمع الرئيس سليمان أمس الى مستشار الرئيس الفرنسي الى بيروت هنري غينو الذي سلمه رسالة من الرئيس نيكولا ساركوزي. وأفاد المكتب الإعلامي لسليمان أن البحث تناول «الدور الذي تقوم به فرنسا لإيجاد آلية مشتركة لإطلاق الحل السلمي في الشرق الأوسط ولدعم لبنان وإبقائه في منأى عن أي انعكاسات خارجية، خصوصاً في فترة تشكيل الحكومة». والتقى غينو البطريرك الماروني نصرالله صفير.