قرن من المجد لا زيف من الكلم ... ذاك الذي طار بالعملاق للقب ... كم من حاقد أرّقه اللقب وجاهد لتضييع مسماه بين أروقة وردهات الاتحاد الآسيوي، وكم من مرة تغابى فيها المسؤولون عن الآلية التي سيتم بها الترشيح، وكم من مرة أغلق الملف تطييباً للخواطر (ودرءاً للمفاسد)، وكلما سكتت عنه مطالبات الهلاليين الغيورين كلما نام من بيده القرار قرير العين، وكأن كابوساً زال عن مخيلته حتى كاد يطويه النسيان، بل صار من (نقصان العقل) الحديث فيه. لكن ولأن الحق أبلج، ولأن الليل لابد أن ينجلي فقد انجلى بصبح اللقب القاري المُغيب عندما خرج الأمر برمته من يد الاتحاد الآسيوي، وترك من عطل الإفراج عن ذلك في وضع مخجل على الأقل أمام نفسه، وهو الذي كان يتندر على كل من يوجه له سؤالاً عنه (حيث الدقة والصدقية والإنصاف). وليس مجرد الأهواء والمصالح الشخصية، فقد أنصفت لجنة الإحصاء في الاتحاد الدولي (زعيم نصف الأرض) لتتوجه نادٍ لكل الأرض الآسيوية، لقرن خلا لم يحققها بدعم أحد ومجاملته، بل بجهد أبنائه والمخلصين من رجالاته، الذين حملوا على عواتقهم شرف وضعه في منصات المجد وعلى أعتاب الذهب في كل مناسبة منذ أسس وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. أمجاد وبطولات لم تشرق شموسها إلا على عرين الهلال عدوها... أحصوها ... قارنوها ... لن تجدوا لهم فيها نداً أو شبيهاً، ولن يجاريهم فيها أحد في شرق القارة وغربها وبطولها وعرضها. لله درك أيها العملاق الأزرق كم من الظروف تكالبت عليك وكم من متربص شمت بك وتحين الفرصة للتأليب عليك، ولكنك كنت جباراً تتسامى على جراحك وتنطلق منها للمزيد في صولات على أرض الميدان وخارجه، للبحث عن مزيد من العلو والتفرد. وهذه المرة أنت تحقق ضربة استباقية وخير استفتاحية (وفي الصميم) رداً على كل الأحداث التي قال عبدالرحمن بن مساعد عنها: أنها لم ولن تميت الهلال بل ستقويه. نعم أيها العملاق الأزرق، أنت الآن أمضى عزماً وأرفع هامة وقامة، ألست نادي القرن الآسيوي المتوّج من الاتحاد الدولي، وليس عبر استفتاء أو تصويت فليشككوا ما وسعهم الشك، وليسخروا ممن شاءوا، فهم حتى وإن عاشوا ألف قرن فلن ينالوا هذا اللقب، سيموتون دونه وسيبقى الهلال وحده «قرن من المجد» ... وقرون من الحب. [email protected]