أكد الدكتور سعود المصيبيح أن المكتبات المدرسية مليئة بكتب الإخوان المسلمين وفكرهم المسيّس، وعلى وزارة التربية الكشف عنها وإبعادها، مشيراً إلى أهمية «إعادة تقويم الكتب الدراسية في التعليم العام»، مستشهداً بمنهج كتاب التربية الوطنية لطلاب الصف الثالث ثانوي، «الذي ذوب مفهوم ولي الأمر وأشار بشكل أو بآخر إلى الجهاد وتبني الفكر الإخواني... هذه المادة كان يجب أن تكون أفضل تعزيز للوحدة الوطنية وأكثر اهتماماً في الجدول المدرسي». وقال المصيبيح في أمسية نظمها النادي الأدبي في جدة عن «دور الهوية الثقافية في تعزيز الوحدة الوطنية» مساء الأربعاء الماضي وأدارها الدكتور عبدالرحمن السلمي، «إن كثيراً من الأفكار التي تدعو إلى الولاء الوطني لم ينجح التعليم حتى اللحظة في غرسها، وتحصين الناشئة من التطرف أياً كان نوعه والحفاظ على الوحدة الوطنية التي كانت الهدف الأول للملك عبدالعزيز إبان تأسيس هذه الدولة المباركة، وشاركه فيها كثير من آبائنا وأجدادنا». وزاد: «حاولنا في وزارة التربية مع الوزير الراحل محمد الرشيد فلترة المناهج والمكتبات وإدخال الصحف اليومية إلى المدارس، وإضافة مادة خاصة بالتربية الوطنية تكون ذات قيمة ومعنى في نفوس التلاميذ، إلا أن كثيراً من تلك الأفكار كانت تجهض وربما ترفض من عدد من القيادات التربوية في تلك الفترة». في حين تحدث الكاتب فهد الأحمدي عن مفهوم الأمة وأنها تختلف باختلاف الثقافات، وأن الأمة العربية هي عبارة عن مجموعة عرقية موحدة، والأمة الإسلامية هي أمة موحدة دينياً، وأن الأمة الأميركية مثلاً هي أمة موحدة جغرافياً، ولهذا، في رأيه، لا يمكن أن يكون العالم تحت دولة واحدة تحكمه وتتصرف في شؤون الناس. وتأسف الأحمدي أن العرب لا يجمعهم سوى اللغة، مشيراً إلى أن الوحدة الوطنية تتبلور بتبلور الدول «وهم شعوب غير ناضجة وتعود بعد أن تخف يد السلطة إلى طبيعتها القبلية أو المذهبية»، معتبراً أن البقاء والالتفاف حول قيادة هذا البلد «هو ما يحقق وحدته الوطنية وأمنه الدائم». وبيّن الأحمدي أن معيار القوة والسيطرة في العالم «يقف خلف قدرة الدولة على التغلغل في ثقافات الدول الأخرى، ولا يمكن لها أن تكون رائدة إلا باعتمادها على المعرفة والصناعة». ولفت إلى أن اللغة «ما يميز الأوطان، فإسرائيل أحيت اللغة العبرية لتؤكد على بقائها وتتميز بها لأن النسيج الإسرائيلي متفرق أساساً، وهم مهاجرون قدموا إلى فلسطين وكل فرد منهم يحمل لغة البلد الذي قدم منه، ولهذا تنبه الإسرائيليون لذلك وأعادوا إحياء العبرية التي كانت على وشك الاندثار». وشهدت الأمسية مداخلات عدة، وحضرها عدد كبير من المثقفين والإعلاميين والأدباء، الذين أيدوا المحاضرين في تعزيز الوحدة الوطنية والاتكاء على الهوية الثقافية في هذا الوطن.