قدّم الهلال والنصر مباراة استثنائية، كان النصر هو الفريق الذي يتقدم، ثم يأتي الهلال ليتعادل، ولو كانت المباراة، مباراة كؤوس وخروج المغلوب، لاستمتعنا بإثارة أخرى، وأهداف مماثلة. اللافت أن اللاعبين الذين سجّلوا الأهداف الأربعة في مباراة الدربي مواطنون، حتى الذين أسهموا في صناعة الأهداف، هم لاعبون مواطنون، وهذا ما يؤكد أن اللاعب السعودي «موهوب جداً». في رأيي أن أحد أجمل الأهداف التي شاهدتها في المواسم الأخيرة، هو هدف أحمد الفريدي صانع ألعاب فريق الهلال ، فلا تسأل عن جمال الهدف، واسأل عن مهارة اللاعب و «سحبته» التي سبقت التصويبة. حتى هدف حسين عبدالغني في شباك الدعيع، لا يسجّله إلاّ لاعب كبير وخبير، ولكن روعته كانت في «عجز» حارس الهلال الكبير، محمد الدعيع في إبعاد قذيفة كابتن المنتخب. لكن «حطة الشلهوب» التي افتقدناها كثيراً، أعادتنا إلى «محور حديثنا» كما يردد الممثل الكويتي الجميل محمد الصيرفي في برنامجه الجماهيري صادوووه ، فنحن لدينا «ثروة نجوم»، ونبحث عن غيرهم، وهل سيبقى أحمد الصويلح احتياطياً بعد هذه المباراة؟ أسعدني حضور فريق النصر في المباراة، وإن كنت أتمنى ألاّ يكون ذلك مرتبطاً بالهلال فقط، ومتى ما جعل النصراويون كل مبارياتهم أمام الفرق التي يقابلونها، كمباراة الدربي، فاحكم بعودة النصر. سأتحول إلى الساحل الشرقي، وسأتوقف في الدمام، وتحديداً في نادي الاتفاق، فهذا النادي الذي تأسس عام 1364ه 1949، هو أول فريق سعودي يحقق بطولة الدوري الممتاز من دون أي خسارة، وأسأل: «وش فيه الإبريق»؟ وهو أول فريق سعودي وخليجي يفوز ببطولة كأس الأندية العربية أبطال الدوري، وكان ذلك عام 1984، وهو أول فريق سعودي وخليجي أيضاً يجمع بين بطولة أندية مجلس التعاون، وبطولة الأندية العربية أبطال الدوري، عامي 84، 88م. والاتفاق أول فريق سعودي يحصل على كأس بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي عام 1984 في نسختها الثانية، وكل هذه البطولات والإنجازات الذهبية تحققت في عهد الرئيس السابق والحالي الرئيس الذهبي عبدالعزيز الدوسري. ومن المؤلم أن نادياً لديه هذه الأولويات والإنجازات، ولديه هذا الرئيس الذي يعتبر أحد أفضل رؤساء الأندية المحلية منذ ثلاثة عقود وحتى الآن، أن يكون له خصوم، أو أن هناك من يحاول أن يزرع الأشواك في طريقه. ليس من الطبيعي أبداً ما يمرّ به فريق الاتفاق الأول لكرة القدم هذا الموسم، فرحيل ثلاثة لاعبين أجانب، أو هروبهم قبل أن يخوضوا مباراة رسمية في دوري المحترفين، أمر لا يمكن أن يحتمل تبعاته رئيس النادي، ولا يمكن أن يكون تمّ من دون وجود أطراف ساعدت على حدوث هذا الاتفاق الثلاثي المريب!. وإذا كان العماني خليفة عايل عاد واعتذر، والإدارة قبلت عذره، فإنني أرى أن على الإدارة الاتفاقية أن ترفض في الوقت الحاضر أي محاولات لعودة الثنائي الجزائري الحاج عيسى، والبنمي غارسيس، كونهما لم يحترما النادي وجماهيره. وأرى أن على اتحاد كرة القدم أن يدعم الطلب الاتفاقي لدى ال«فيفا»، وهو حق مشروع لهذا النادي الكبير الذي تضرر كثيراً من هذه التصرفات غير المسؤولة، لاستصدار قرار استثنائي بتسجيل لاعبين أجنبيين في هذه الفترة، بديلين للجزائري والبنمي، ولا تنسوا أن الاتفاق هو «الأول»! [email protected]